"المصالح الدولية" تقف خلف تقدم «داعش» في العراق (الجزء الثاني) - الرباط بريس "المصالح الدولية" تقف خلف تقدم «داعش» في العراق (الجزء الثاني) - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الأحد، 20 يوليو 2014

    "المصالح الدولية" تقف خلف تقدم «داعش» في العراق (الجزء الثاني)

    الرباط بريس

    بعد روسيا وتركيا صاحبتا المصالح الضيقة في الازمة العراقية، وإن كان بشكل مختلف، يأتي دور أكبر فاعل أساسي في هذه الازمة، ايران.

    فإيران هي الطرف الرئيسي في اللعبة، لذلك تطالها الاتهامات بأنها من تقف خلف "داعش " وتمولها باتفاق سري بينهما على إقامة دولة سنية في شمال العراق ودولة شيعية في جنوب العراق وهو ما تسعى إليه إيران منذ زمن، ولأن المصالح السياسية شيئًا والتصريحات الإعلامية شيئًا لا نتعجب من تصريحات إيران بذعرها من وصول قوات داعش لحدودها.

    كما أكدت إيران أنها رفعت درجة الاستعدادت القصوى على حدودها وصرحت بأنها على استعداد لتقديم الدعم لحكومة العراق ضد الغزو الإرهابي، وعندما نشرت الصحف الإسرائيلية أخبارا تؤكد إرسال قوات إيرانية للعراق سارعت إيران بنفي الخبر، مؤكدة أنها لم تفعل ذلك وفي الوقت نفسه كشف موقع "صراط" الإيراني  - المعارض - عن تحليق طائرات إيرانية بدون طيار بغية كشف ورصد مواضع "داعش" ومقراته في العراق، مضيفًا أن هذه الطائرات بإمكانها كشف وقصف قوات داعش وتزويد الجيش العراقي بصور عبر الأقمار الصناعية ولكنها لم تفعل واكتفت فقط برصد الموقف لنفسها.
      أما إسرائيل والتي تكتفي بمشاهدة المشهد من بعيد وتكتفي فقط بالمتابعة لا تبتعد مصالحها كثيرًا عما يحدث في العراق، فهي من ناحية أدانت الإدارة الأمريكية ولم تترك فرصة توجيه انتقادات لاذعة لأوباما الذي تختلف معه منذ فترة طويلة على سياساته في الشرق الأوسط، واستغلت الموقف لتزيد فجوة الخلاف بينه وبين الكونجرس الأمريكي.

    وانتهزت إسرائيل الفرصة وأكدت أن استيلاء داعش على المناطق من العراق وسوريا سيقوي تواجد الجماعات الجهادية في المنطقة، وسيرفع الروح المعنوية أيضًا لجماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، مما يجعلها تحتاج إجراءات أمنية إضافية لحماية أمنها القومي، وهو مما يجعلها أيضًا تزيد من سيطرتها على قطاع غزة بحجة حفاظها على أمنها وتزيد بالتالي من التعاون بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري بغية الحفاظ على الأمن ضد الإرهاب وهو نجاح لإسرائيل لم يكلفها شيئًا.

    أما الولايات المتحدة الأمريكية وهي المتهمة الأولى بما وصلت إليه العراق فصمتها وترددها إزاء ما يحدث يعكس شيئًا واحدًا أن أمريكا توافق على ما يحدث في العراق، وأن تقسيم العراق إلى ثلاث دول سنية وشيعية وكردية يصب في مصلحة أمريكا، وأن مخطط الشرق الأوسط الجديد هو حقيقة لا يمكن إنكارها الآن.

    بعيدًا عن لعبة المصالح الدولية فهناك أيضًا لعبة مصالح داخل العراق نفسه، فهناك السنة المعارضة لحكم النوري واللذين استغلوا ما حدث بعد ولايته الجديدة ليؤكدوا فشله في حفظ الأمن في العراق وتشويهه، وهناك إقليم كردستان الذي قدم دعمًا لحكومة العراق بإرسال قوات "البشمركة" لمساعدة الجيش العراقي في التصدي لـ "داعش"، رغم أن قبل هجوم داعش بأسابيع كانت هناك خلافات كبيرة بين قيادة إقليم كردستان وحكومة المالكي بسب أزمة النفط، حيث قطعت حكومة المالكي رواتب الموظفين في الإقليم وهو ما وصفته قيادة كردستان بإعلان الحرب على الإقليم .

    ووقت هجوم داعش على الموصل، أعلنت كردستان أنها قد تناست الأزمات الداخلية عند حدوث هذا الخطر الخارجي، وأن العراق في النهاية وحدة واحدة في وجه الإرهاب والمخاطر، ولكن الحقيقة أن السياسية لا تعترف بتلك العواطف، فكردستان هي الأخرى استفادت من داعش، فبعد أن قدمت العون للمالكي ستسطيع ببساطة لها أن تطلب من حكومة العراق تقديم تنازلات بشأن السماح لها بحرية تصدير النفط من الحقول الواقعة بالإقليم بشكل مستقل عن الحكومة أو إعطاء الحكومة عائد أقل مما تريده، وهي مطالب الأكراد منذ فترة طويلة والتي رفضتها حكومة العراق.

    أما مصر فهي الخاسر الوحيد في تلك المعركة فتنامي الجماعات الجهادية في المنطقة العربية سيعزز من قوة "أنصار بيت المقدس"، مما يزيد من الإرهاب في سيناء ويهدد أمننا القومي من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الأيام المقبلة ستشهد اختبار حقيقيًا للرئيس السيسي الذي وعد بحماية الخليج وبتعاونه الدائم معهم وسيجعل السياسة الخارجية المصرية في مأزق بشأن عودة مصر لدورها الإقليمي في المنطقة كما عود السيسي فماذا لو طلبت العراق دعمًا عسكريًا من مصر؟

    عن المركز المصري للأبحاث والدراسات الأمنية بتصرف


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى