سالم الكتبي: الخطاب الملكي أنهى الجدل حول البعد الإفريقي للمغرب - الرباط بريس سالم الكتبي: الخطاب الملكي أنهى الجدل حول البعد الإفريقي للمغرب - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الخميس، 25 أغسطس 2016

    سالم الكتبي: الخطاب الملكي أنهى الجدل حول البعد الإفريقي للمغرب


    كتب الباحث والمحلل السياسي الإماراتي الدكتور "سالم الكتبي" مقال رأي حلل فيه دروس وأبعاد الخطاب الملكي تحت عنوان " دروس الخطاب الملكي المغربي".

    وتأتي في صدارة هذه الدروس، الربط بين الماضي والحاضر في الخطاب الملكي، فالقادة الكبار، يقول الباحث، "لا يغفلون عن هذا الربط لأسباب واعتبارات عدة أهمها استمرارية التدفق الهوياتي والتاريخي في شرايين الذاكرة الجمعية للأمم والشعوب".

    ويؤكد " سالم الكتبي" على أن الخطاب الملكي "استوعب مفردات الماضي ومعطياته في التعامل مع الواقع وبناء استراتيجيات المستقبل، فضلاً عن استحضار القيم والمبادئ الأخلاقية "التي ألهمت الأجيال السابقة" كما ورد في الخطاب. ولذا فإن جلالته، يقول، الباحث، "قد استخدم مدخلاً تاريخياً ذكياً في الحديث عن الروابط الأخوية العميقة بين الشعبين المغربي والجزائري، مشدداً على أن التاريخ ينطوي على معان ودلالات ووقائع تؤكد ارتباط المغرب بمحيطه المغاربي والأفريقي".

    ولا شك، يضيف الباحث الإماراتي،" أن الربط بين ما هو عربي وما هو أفريقي، والبحث عن المشتركات بين هذين المجالين، إنما يعكس تجذر روح التعاون والتواصل لدى الأشقاء في المملكة المغربية، وهي رؤية استراتيجية بالغة الدقة والصواب ، يشير" سالم الكتبي"، "لأن حجم التحديات التي تواجه الدول في العصر الراهن لم يعد هيناً أو واضحاً بالدرجة التي يسهل معها التعامل معه والتصدي له، بل بات مركباً معقداً متداخلاً بما يملي ضرورة التعاون والتضافر من أجل استئصال مصادر الخطر ومجابهة التحديات ومعالجة أسبابها وروافدها على المستويات كافة".
    ولاشك ، يقول "الكتبي" أن حرص العاهل المغربي على تكثيف الاهتمام المغربي بمعاناة الشعوب الإفريقية، إنما يؤكد جدية المغرب في أداء دوره الحيوي المنشود كعضو مؤثر وفاعل في الاتحاد الإفريقي، وأن عودة المغرب  مؤخراً إلى هذا الاتحاد ... يترجم بصدق رسالة الملك محمد السادس إلى القمة السابعة والعشرين للاتحاد الأفريقي التي عقدت في العاصمة الرواندية كيغالي، ويستشهد "سالم الكتبي" بقول جلالة الملك في الرسالة التي وجهها جلالته إلى القمة قائلا: "المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته بحماس أكبر وبكل الاقتناع". 

    ويشير، الباحث، إلى أن "هذا الخطاب الأفارقي بامتياز يمثل نقطة فارقة في تاريخ العلاقات بين المغرب وعمقه الاستراتيجي الإفريقي، حيث أعاد التأكيد على الثوابت، وأنهى كثير من الجدل الذي يستغرق فيه بعض الباحثين حول النظرة السائدة للبعد الإفريقي في السياسة الخارجية المغربية".

    ويؤكد " الكتبي" أن ثمة درس بالغ الأهمية أيضاً في خطاب جلالة العاهل المغربي، ويتمثل في مخاطبة المغاربة المقيمين بالخارج من أجل التشبث بقيم دينهم وتقاليدهم العريقة في مواجهة التطرف والإرهاب، وأيضا دعاهم جلالته إلى "أن يكونوا دائما في طليعة المدافعين، عن السلم والوئام والعيش المشترك، في بلدان إقامتهم".

    هذا الجهد السياسي الحكيم للتواصل مع أبناء الشعب المغربي المقيمين بالخارج يعكس تفهم القيادة المغربية ووعيها السياسي وحسها الذكي " وكذلك، يضيف الباحث، قناعة جلالته" بوحدة المصير الإنساني وإيمانه بأهمية المشاركة في نشر التسامح والوسطية والاعتدال، وعدم التردد في تقديم يد العون لمجتمعات تعاني ظاهرة التطرف والإرهاب".

    ويخلص الباحث، في مقاله، إلى أن إدانة جلالة الملك للإرهاب جاءت قوية ورنانة "انطوت على تعميق وإعلاء للبعد الإنساني، الذي حرص الإسلام على غرسه لدى أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث قال جلالته "نحن بطبيعة الحال ندين بشدة قتل الأبرياء. ونؤمن بأن قتل راهب حرام شرعا. وقتله داخل كنيسة حماقة لا تغتفر، لأنه إنسان، ولأنه رجل دين، وإن لم يكن مسلما".

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى