في سياق التداعيات التي تلت محاولة
الانقلاب الفاشل التي عاشتها تركيا منتصف شهر يوليوز، نشرت وكالة الأناضول للأنباء،
معطيات تحقيق، قالت فيها أن أنصار جماعة غولن، أو ما يصطلح عليه في النظام التركي
بـ "الكيان الموازي"، استخدموا الغش لتوظيف عناصر في الجيش يدينون
بولائهم لفتح الله غولن، بل إنهم ابتزوا حتى من رفضوا الدخول في المخطط.
وحسب الأناضول فقد كشفت تحقيقات الشرطة
التركية أن "عناصر منظمة فتح الله غولن الإرهابية سربت أسئلة امتحانات القبول
في الثانويات العسكرية لطلاب محددين، من أجل ضمان نجاحهم وانضمامهم إلى السلك العسكري،
بهدف استخدامهم مستقبلاً في أنشطة المنظمة الإرهابية، وقد بررت المنظمة للطلاب الذين
أعربوا عن خشيتهم من انتهاك حقوق الآخرين، جراء تسريب الأسئلة بأن هذا يجوز من أجل
تطهير الجيش من اللادينيين".
وأوضحت الأناضول أن معطيات التحقيقات
التي أصدرها مكتب تنسيق حالة الطوارئ بولاية يوزغات، أمس الأحد، كشفت كذلك عن
"وجود مخالفات في امتحانات القبول في الثانويات العسكرية بـ11 ولاية تركية مستمرة
في إطار العمليات ضد المنظمة المذكورة، حيث كان يعمد عناصر المنظمة، إلى القول للطلاب،
بعد مشاهدتهم أفلاما متنوعة حول الجيش: "أنتم أيضا بإمكانكم أن تصبحوا قادة مثل
القائد الذي شاهدتموه في الفيلم، ويمكن أن تكونوا أفرادا نافعين لبلادكم ووطنكم وشعبكم،
والجيش حاليا بأيدي المتعصبين واللادينيين، ونرغب برؤيتكم مكانهم".
وأضافت المعطيات كذلك إلى أن "المنظمة قسمت الطلاب إلى مجموعات تتألف
من 4 أشخاص، ثم أقامت معسكرات طلابية لهم قبل امتحان القبول المذكور بأشهر قليلة، بهدف
إخفائهم وعزلهم عن المجتمع، وأنها لقبت كل طالب في المجموعة، بأحد أسماء الخلفاء الراشدين
الأربع بهدف التشجيع، كما لجأت المنظمة إلى ابتزاز وتهديد الطلاب الذين رفضوا التسجيل
في الثانويات العسكرية للسبب المذكور، بالقول: "لن يُسمح لكم بالعمل في المؤسسات
الحكومية مرة أخرى".
وختم بلاغ المعطيات التي نشرته
الأناضول على نطاق واسع أن "عناصر المنظمة طلبت من الطلاب الذي اجتازوا الامتحان
أن لا يظهروا أنهم من منتسبي الجماعة، وأن لا ينخرطوا في الحديث عن الجماعة، وأن يستخدموا
الهواتف العمومية إن أردوا الاتصال بهم، وأن يأتوا إلى الأماكن التي يخبروهم عليها
وأن يخفوا أنفسهم".
0 comments :
إرسال تعليق