تقرير .. هل يأكل شيعة العراق بعضهم - الرباط بريس تقرير .. هل يأكل شيعة العراق بعضهم - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الاثنين، 1 أغسطس 2016

    تقرير .. هل يأكل شيعة العراق بعضهم


    الرباط بريس/  الأناضول 

    إذا كان من النافل الحديث عن الخلافات السياسية التي يشهدها العراق بين الشيعة والسنة والأكراد، فإن الاستثنائي هو ارتفاع حدة الخلافات داخل المكون الشيعي ذاته، إذ تعالت الخلافات مؤخرا بين الفصائل الشيعية وبلغت ذروتها في الأشهر الأخيرة عندما سعى رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى إسناد الوزارات إلى فنيين من التكنوقراط بدلا من الوزراء الحاليين الذين رشحتهم الأحزاب، وهذا ما يثير مخاوف من اقتتال مسلح بين الفصائل التابعة لتلك الأطراف. 
    فبينما يدفع التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر باتجاه دعم مساعي العبادي، متهما زعماء شيعة آخرين وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، زعيم اتلاف "دولة القانون" بالسعي للإبقاء على نظام المحاصصة السياسية الذي يتسبب في انتشار الفساد.  
    ترفض غالبية الأطراف الأخرى من التحالف الوطني الحاكم، التنازل عن المناصب التي تشغلها في السلطة التنفيذية، متهمين الصدر بالركوب على موجة الإصلاحات لاكتساب شعبية تمهيدا للانتخابات البرلمانية في 2018، وذلك باستغلال مشاعر الناس الذين يحتجون منذ سنوات على الفساد وسوء الخدمات.
    وفي خضم هذه الخلافات السياسية والاحتجاجات المحتدمة تقف الميليشيات المسلحة التابعة للأطراف السياسية الشيعية المتصارعة مراقبة المشهد عن قرب وهي على أهبة الاستعداد للتدخل، هكذا، عندما   اقتحم أنصار الصدر المنطقة الخضراء في نهاية أبريل الماضي، احتجاجا على تعطيل تشكيل حكومة التكنوقراط، تمركز مسلحون من جماعة "سرايا الخراساني" المدعومة من إيران في مواقع قريبة وهم مسلحون قذائف صاروخية وأسلحة آلية  حديثة، مما أثار لأول مرة شبح اندلاع قتال فيما بين الشيعة منذ خروج القوات الأمريكية من البلاد في 2011. 
    وقال قائد في الجماعة آنذاك، إنهم سيقاتلون لمنع أنصار الصدر من احتلال المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان ومقار حكومية وسفارات.
    وأعاد هذا المشهد، وفق مراقبين، المخاوف من عودة الاقتتال داخل العاصمة بغداد، وخصوصا أن الفصائل الشيعية المسلحة بدأت تظهر للعلن في شوارع العاصمة بغداد، منذ اجتياح "داعش" لشمال وغرب البلاد قبل نحو عامين. 
    وبدأت تسود المخاوف بين أروقة المتابعين، من أن يندلع القتال بين "سرايا السلام" وهي الجناح العسكري للتيار الصدري وبين فصائل أخرى مقربة من طهران وعلى رأسها "فيلق" بدر بزعامة هادي العامري. 
    وبحسب عدد من المراقبين فإن هذا يعيد إلى الأذهان الصدامات التي حصلت بين الفصائل الشيعية ما بين عامي 2006 و 2008، غير أن المراقب السياسي العراقي أحمد الأبيض يشير إلى أن الصدامات في حال وقعت، فإنها ستكون محدودة فالاقتتال لن يكون بتلك المساحة المفتوحة بل سوف يحصل نوع من التصادم المحدود، نظرا لوجود دور للمرجعية الشيعية في النجف والدور الإيراني فضلا عن التأثير الأمريكي الواضح على الساحة". 
    ويبين أن "التصادم إذا تعدى الصدامات الفردية أو المجموعات الصغيرة سوف يكون هنالك تدخل كبير من أطراف عدة.
    ولدى معظم الأحزاب السياسية الشيعية بالعراق أجنحة مسلحة بعضها تشكل في زمن المعارضة للنظام العراقي السابق (نظام الرئيس الراحل صدام حسين) والبعض الآخر حديث التأسيس. 
    وساهمت الفصائل الشيعية بوقف زحف تنظيم "داعش" على العاصمة بغداد بعد الفتوى الشهيرة من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بضرورة حمل السلاح لمقاتلة التنظيم عندما بات مسلحوه على أسوار بغداد، إذ شكلت إطارا تنظيميا عرف باسم الحشد الشعبي لمحاربة "داعش". 
    وبرغم ما تقوله الحكومة العراقية من أن ميليشيات الحشد الشعبي تقاتل بناء على أوامرها، فإن مراقبين يشككون في ذلك ويرون أن غالبية الفصائل الشيعية مرتبطة بإيران وتتلقى دعما مباشرا من طهران. 
    ويقول الأبيض: "على الحكومة إثبات ارتباط الحشد الشعبي بمؤسساتها من خلال إخراج مقاره من داخل المدن كي لا تكون هدفا للإرهاب وألا يؤدي انتشار مقارها الى حدوث إرباكات وتقاطعات تؤثر على الوضع الأمني". 
    وتواجه الفصائل الشيعية اتهامات متكررة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين السنة من قبيل عمليات الإعدام الميدانية ونهب وحرق الدور السكنية في المناطق التي يجري استعادتها من "داعش". 
    وفي ذات السياق، يثير الانتشار الكبير للمسلحين الشيعة ومقارهم في بغداد مخاوف الكثيرين ويعيد إلى الأذهان سنوات العنف الطائفي بين الشيعة والسنة بين عامي 2006 و2008، حيث قضى عشرات الآلاف على يد متشددين سنة وشيعة كانوا يستهدفون المدنيين بناء على هويتهم الطائفية. 
    لكن هيئة الحشد الشعبي في العراق، قللت من حجم هذه المخاوف، حيث يقول المتحدث باسم "الحشد" كريم النوري، إن "ترك الأمور بهذه الطريقة من تسيب كبير وانتشار لفصائل عشوائية بالتأكيد يترك أثرا سلبيا على الأمن في العاصمة"، مضيفا: "قيادة الحشد لا تريد عسكرة بغداد، فبغداد العاصمة يجب أن تبقى مدنية". 
    ويضيف النوري، أن "مقار الفصائل ستكون خارج المدينة وسيتم استبعاد المقار العشوائية وحتى الرسمية لتكون خارج الأزقة المأهولة فنحن لا نريد إزعاج الناس رغم أن وجود هذه المقار قد يكون عامل اطمئنان للأهالي". 
    مشددا على عدم الموافقة لأي فصيل عشوائي بنصب مقار له هنا أو هناك، مبينا أن "هذا الأمر مخالف للأمن والنظام وسنحاسب ونعاقب كل فصيل عشوائي يحاول وضع مقار له أو ابتزاز واستفزاز الناس والضغط عليهم".
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى