في آخر رد فعل له على سعي بلاده لاستلامه
من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد اتهامه بالتورط في انقلاب تركيا الفاشل، خرج
رئيس حركة خدمة التركية فتح الله غولن، ليرد على ما أسماها "مزاعم أردوغان بأنه
يقف وراء المحاولة الانقلابية".
وفي مقال نشرته له النيويورك تايمز، ذكّر
غولن متابعيه بقوله: "لقد أدنت بلهجة شديدة ما حدث خلال محاولة الانقلاب، ينبغي
أن تأتي الحكومة عبر الانتخابات الحرة والعادلة، وليس عن طريق القوة"، موضحا
بقوله "إنني أصلي من أجل تركيا ومن أجل المواطنين الأتراك ومن أجل جميع من في
تركيا، حتى يُحل الوضع بسلام وبسرعة".
وتعليقا على اتهامات أردوغان له بتنسيق
المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، قال غولن في مقاله: "اتهمني رجب طيب أردوغان،
رئيس تركيا السلطوي على نحو متزايد، بأنني نسقت لحدوث الانقلاب، وطالب الولايات المتحدة
بتسليمي من بنسلفانيا، حيث أعيش في منفاي الاختياري منذ عام 1999، وهذا ليس متعارضًا
مع كل ما أؤمن به فحسب، وإنما غير مسؤول وخاطئ، ومع هذا فإن اتهامه ليس مفاجأة، ليس
بسبب ما يقوله هذا الاتهام عني، ولكن بالأحرى لما يكشفه من دافع خطير ومنظم تجاه حكم
الرجل الواحد".
كما ذكر غولن متابعي قضيته بدور الحركة
ومساهمتها سابقا في تأليف المجتمع التركي ديمقراطيا، وأيضا رفض ما أسماه "استبداد
أردوغان" بقوله: "مثل العديد من المواطنين الأتراك، أيد أعضاء حركة “هزمت”
جهود السيد أردوغان الأولى لدمقرطة تركيا، وتلبية متطلبات عضوية الاتحاد الأوروبي،
ولكن لم نصمت عن تحوله من الديمقراطية إلى الاستبداد".
كما نبه غولن إلى أن عمليات التصفية
التي ينهجه أردوغان اليوم بعد الانقلاب ليست جديدة، بل هي استمرار لعمليات بدأها
منذ سنوات، بعد كشف ملفات فساد تهمه وأعضاء في حزبه، حيث قال غولن: "حتى قبل عمليات
التطهير الجديدة هذه، أغلق السيد أردوغان في السنوات الأخيرة الصحف بشكل تعسفي. وسرح
آلاف القضاة والمدعين العامين وضباط الشرطة والموظفين المدنيين من مناصبهم. واتخذ تدابير
خاصة قاسية ضد الجماعات الكردية. ووصف منتقديه بأنهم أعداء الدولة، كما صبّ الرئيس
أردوغان جام غضبه على حركة هزمت بالخصوص، وفي عام 2013، اتهم أردوغان المتعاطفين مع
الحركة داخل البيروقراطية التركية بالشروع في إجراء تحقيق الفساد الذي تورط فيه أعضاء
من حكومته ومقربون آخرون منه". ونتيجة لذلك، تم فصل عشرات من أعضاء السلطة القضائية
وقوات الشرطة أو اعتقلوا لمجرد أدائهم عملهم".
غولن أوضح أيضا أنه و"منذ عام
2014، حينما انتخب رجب طيب أردوغان رئيسًا لتركيا، عقب 11 عامًا قضاها كرئيس للوزراء،
وهو يسعى لتحويل تركيا من دولة ديمقراطية برلمانية إلى رئاسية تنفيذية، دون وجود رقابة
مباشرة على سلطاته".
ويضيف إن "التطرف العنيف يغذي شعور
الإحباط من أولئك الذين أجبروا على العيش في ظل حكم مستبد، لا يمكن الاعتراض عليه من
خلال الوقفات السلمية والديمقراطية السياسية، إذ تحولت الحكومة في تركيا من ديمقراطية
إلى دكتاتورية".
وختم غولن حديثه مخاطبا الولايات
المتحدة التي تحتضنه بالقول: "من أجل الجهود العالمية لاستعادة السلام في الأوقات
العصيبة، وكذلك للحفاظ على مستقبل الديمقراطية في الشرق الأوسط، يجب على الولايات المتحدة
ألا تستجيب لهذا النظام المستبد، الذي يسعى بنفسه لتنفيذ محاولة انقلاب بطيئة ضد الحكومة
الدستورية".
وكان غولن في إحدى خرجاته الإعلامية
السابقة التي تلت انقلاب تركيا الفاشل –وهو المعروف بعزوفه عن التواصل مع الإعلام-
قال بأن "بعض الأنظمة الديكتاتورية في العالم حكمت كذلك بتأييد من الشعب، وليبيا
القذافي، وعراق صدام، ليست ببعيدة عن هذا"، وذلك كرد منه على تصريحات
لأردوغان التي دعم فيها موقفه السياسي في تركيا، بخروج الشعب لمساندة الديمقراطية".
0 comments :
إرسال تعليق