الظواهري يبعث القاعدة بعد حادث الكنيسة الفرنسية. - الرباط بريس الظواهري يبعث القاعدة بعد حادث الكنيسة الفرنسية. - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الثلاثاء، 26 يوليو 2016

    الظواهري يبعث القاعدة بعد حادث الكنيسة الفرنسية.




    لم تكد تمر أيام قليلة على نشر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظاهري لرسالته الصوتية، والتي دعا فيها حسب تعبيره "كافة المجاهدين والمسلمين في كافة ربوع الدنيا" إلى "تحرير أسرى المسلمين وبالأخص أسيراتهم"، حتى تناقلت صباح اليوم وسائل الإعلام العالمية، عملية احتجاز رهائن فرنسيين في أحد الكنائس بمدينة نروماندي، شمال فرنسا وقتل راهبها ذبحا، على يد مهاجمين اثنين كانا يحملان أسلحة بيضاء.

    ورغم أن الشرطة الفرنسية، ومعها الرئيس الفرنسي، ربطا حادث الاحتجاز والقتل الذي استهدف الكنيسة صباح اليوم، بتنظيم داعش، وهو ذات الربط الذي ذهبت له صحف فرنسية، قالت إن المنفذين "هتفوا باسم داعش"، إلا أن تحليلات بعض المراقبين للحادث، لم تستبعد انتماء منفذي العملية، إلى تنظيم القاعدة، تحت قيادة زعيمها الجديد أيمن الظواهري، الذي خلف الراحل أسامة بن لادن، خصوصا وأن رسالة الظواهري جاءت بمعطى جديد، هو الاختطاف عوض الأسلوب الذي تعتمده داعش في عملياتها، والمتراوح بين التفجير والقتل والتمثيل بالجثث.

    بالتالي فإنه من المرجح، أن تكون العملية وسرعة تنفيذها بعد خطاب الظواهري الصوتي لأتباع القاعدة في العالم بعد يومين فقط من نشرها، إشارة قوية وتنافسية ضد تنظيم داعش، الذي قضى تواجده في الساحة الجهادية العالمية، على آمال وخطط تنظيم القاعدة، الذي توارى دوره منذ بداية العام 2014، أمام تقوي دور داعش، واستقطابه لكم هائل من المنتمين السابقين لتنظيم القاعدة.

    معطى آخر يمكن تسجيله في خرجة الظواهري الأخيرة، التي كانت متميزة في شكلها، إذ يظهر فيديو الرسالة التي اعتمدت فيها القاعدة لأول مرة في تاريخها، على جمالية الصورة والتصميم، ونقاء صوت الرسالة، بأساليب إعلامية حديثة، تيقن تنظيم الظواهري من جدواها، بعدما استخدمها داعش في حملاته الإعلامية الواسعة سابقا، والتي ساهمت في توسيع دائرة الاهتمام به.

    بالإضافة لكل هذا، فان جولة في حسابات المنتمين للقاعدة وداعش في مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر الكم الهائل من الصراع الدائر اليوم بين التنظيمين، فمن جهة يصارع تنظيم أبي بكر البغدادي، على استقطاب تنظيم جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا، حيث تنشر حسابات جهاديين، تغريدات تقول إن إعلان النصرة الانفصال عن القاعدة بات وشيكا، وهو ما أكده ربما ثناء الظواهري في رسالته الأخيرة على تنظيم النصرة، وامتداحهم له بشكل كبير، كوسيلة تقليدية للمحاباة وثنيهم ربما عن عدم ترك التنظيم الأم.

    ومما يؤكد سعي القاعدة كذلك، للعودة لواجهة الاهتمام والأحداث، بالإضافة لحادث كنيسة فرنسا، الذي تميز بأسلوب الاختطاف، والذي كانت القاعدة أول مبتكر له في السابق، تواتر الأنباء عن اهتمام الظواهري بإعادة صون علاقته القديمة التي كانت تربطه بزعيم الجهاديين الأردنيين، أبو محمد المقدسي الذي أفرجت عنه السلطات الأردنية مطلع العام الماضي، المقدسي الذي أبدى منذ ظهور تنظيم داعش، معارضته الشديدة له ولأعماله، لأسباب عدة من بينها، اعتماد التنظيم على "اعدام معارضيه من ملته" كما وصف المقدسي ذلك في أحد حواراته، وبالتالي فإن إمكانية تحالف المقدسي والظواهري مستقبلا، يمكن أن يكون سببا قويا لعودة القاعدة للمناسفة جهاديا في العالم، بعد تواري دور داعش.

    معطيات سعي القاعدة للعودة بقوة، يؤكدها عدد من خبراء الإرهاب في العالم العربي، خصوصا مع إغفال العالم لدور القاعدة واشتغالها الخفي، مع التركيز الكامل على محاربة تنظيم داعش، الذي توالت هزائمه وتقلصت معظم نشاطاته، خصوصا في مناطق سيطرته وقواعده في كل من العراق وسوريا وليبيا، وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى جدية عودة القاعدة، أمام تواري دور داعش.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى