باحث..هذا ما أهداه لنا الإسلام السياسي !

قال الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية سوران محمود سليم، المعروف بـ”سوران سيوَكاني” إن تنظيم داعش أزال الستار عن “خبايا كبيرة في حياة الأمة الإسلامية”، مضيفاً “ داعش ليس بدعاً من التاريخ بل هو مرآة تعكس جانبا كبيراً من الموروث والتاريخ الإسلاميين”.

ويردف سيوَكاني في تصريحه لموقع  "ارفع صوتك"  التابعة لشبكة قناة الحرة الامريكية  “ الحرب ضد داعش كشفت أيضاً عن مكامن وخفايا كبيرة في المنطقة ."

ويستبعد سيوَكاني أن تجفف مصادر الإرهاب، ويضيف “من الممكن التقليل من خطر الإرهاب، أما تجفيف منابعه فمن المستحيل أن يحدث ذلك، لأن الإرهاب أصلا يتغذى على الموروث الديني الذي يمتد عمره إلى 1400 عام أو على الأقل."

ويوضح سوَكاني “إذا أردنا أن نجفف منابع الإرهاب فعلينا أن ننقح التراث الإسلامي من كل ما يتعلق به من مصادر تغذي الإرهاب، وهذا يبدو مستحيلاً”.

ويرى الباحث في شؤون الإسلام السياسي أن القضاء على الإرهاب والتطرف يكون ممكناً “عندما يصل المسلمون درجة من الوعي يفرّقون من خلاله بين الدين وبين مدلولاته التاريخية”.

 ويؤكد “يجب أن يقتنع المسلمون بأن الدين عبارة عن علاقة بين العبد والرب. وأن النصوص الدينية نصوص زمنية قابلة للتطوير والتغيير. وأن الأصل في الدين هو خدمة الإنسان وليس خدمة الله. فالله مطلق لا يحتاج إلى خدمة. والإنسان هو الذي بحاجة إلى أن يُخدم وليس الله أو الشخوص الدينية أو النصوص الدينية”.

ويَسلط الباحث الضوء على استغلال الدين من قبل الجماعات الإسلامية. معتبراً أن استغلال الدين ليس وليد اليوم ولا الأمس، بل هي ظاهرة تاريخية بعمر الإنسان، “لذلك لا عجب أن نرى كل الحكومات المستبدة تستغل الدين وكذلك الجماعات التي جعلت من نفسها ناطقة باسم الله”.

ويشير إلى أن الفرضية الخاطئة التي تعتمد عليها كل هذه الجماعات هي أن “الدين في خطر وأن كل الحكومات إنما هي حكومات عميلة تحارب الله ورسوله ودينه، وأنها هي (أي الجماعات المتطرفة) الوحيدة التي تحارب نيابة عن الله والرسول”.

“هذه العقلية الدونكيشوتية إن صح التعبير هي ما أهداها لنا الإسلام السياسي. فالله في نظرهم كائن ضعيف يحتاج إلى من يدافع عنه وهم حماة الله ورسوله ودينه. هذا ما نادى به حسن البنا وسيد قطب والمودودي وآخرون”، يقول الباحث.

5:13 ص