الرباط بريس - و م ع
كتب بيتر فام، مدير
(أفريكا سانتر) التابع لمجموعة التفكير الأمريكية المرموقة، (أطلانتيك كاونسيل)،
أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى
ال63 لثورة الملك والشعب، والذي يأتي بعد مرور شهر على القرار "التاريخي"
للمملكة باستعادة مكانتها داخل الاتحاد الإفريقي، يجدد التأكيد على "توجه
استراتيجي" سيكون له "أثر ملموس ليس فقط بالنسبة للمغرب وللبلدان
الأفريقية الأخرى، وإنما أيضا لباقي شركائه في محفل الأمم، بمن فيهم الولايات
المتحدة".
وأبرز" فام"
أن صاحب الجلالة جدد التأكيد في خطابه على أن إفريقيا تأتي في مقدمة أولويات
السياسة الخارجية للمملكة حينما شدد في خطابه على أن "هذا الارتباط متعدد
الأبعاد يجعل المغرب في قلب إفريقيا. ويجعل إفريقيا في قلوب المغاربة".
وعلى عكس الاستعمار، الذي "نهب خيراتها، ورهن قدرات ومستقبل أبنائها، وعرقل مسار التنمية بها، وزرع أسباب النزاع بين دولها"، متسببا بالتالي في "المشاكل التي تعاني منها الشعوب الإفريقية حاليا، كالتخلف والفقر والهجرة، والحروب والصراعات، واليأس والارتماء في أحضان جماعات التطرف والإرهاب"، سلط جلالة الملك الضوء على "التزام مغربي (نحو إفريقيا) لم يكن يوما من أجل استغلال خيراتها، ومواردها الطبيعية، لكنه كان على الدوام ذو منفعة مشتركة".
وأشار الخبير إلى أن ملاحظات جلالة الملك "تؤكد توجها استراتيجيا سيكون له أثر ملموس ليس فقط بالنسبة للمغرب وباقي بلدان القارة وإنما أيضا لباقي شركائه الدوليين، لاسيما الولايات المتحدة".
ولاحظ المقال التحليلي أن جلالة الملك حرص في خطابه على التأكيد على أنه "اليوم، مصير المغرب وجيرانه الأفارقة مرتبط بكل تأكيد"، مستشهدا بهذا الصدد بمقتطف من الخطاب الملكي أكد فيه جلالته على "إننا نؤمن بأن مصلحة المغرب من مصلحة إفريقيا، ومصيره لا يمكن أن يكون بدونها. والتقدم والاستقرار، في نظرنا، إما أن يكونا مشتركين أو لا يكونا".
وعلى عكس الاستعمار، الذي "نهب خيراتها، ورهن قدرات ومستقبل أبنائها، وعرقل مسار التنمية بها، وزرع أسباب النزاع بين دولها"، متسببا بالتالي في "المشاكل التي تعاني منها الشعوب الإفريقية حاليا، كالتخلف والفقر والهجرة، والحروب والصراعات، واليأس والارتماء في أحضان جماعات التطرف والإرهاب"، سلط جلالة الملك الضوء على "التزام مغربي (نحو إفريقيا) لم يكن يوما من أجل استغلال خيراتها، ومواردها الطبيعية، لكنه كان على الدوام ذو منفعة مشتركة".
وأكد كاتب المقال، الذي جاء تحت عنوان "جلالة الملك يضع إفريقيا في مقدمة السياسة الخارجية المغربية"، أن صاحب الجلالة "يؤمن" بقارة إفريقية "قادرة على النهوض بتنميتها، وعلى تغيير مصيرها بنفسها، بفضل ما لشعوبها من إرادة قوية، وطاقات بشرية وموارد طبيعية"، كما تدل على ذلك إسهامات المملكة في مجال التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية والاستثمارات بمختلف بلدان المنطقة.
وأكد "بيتر فام"، في هذا الصدد، أن جلالة الملك حرص على الإشارة إلى "نموذج جيد" يتمثل في "إنجاز مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي بأبيدجان، في إطار نموذج فريد من التعاون، بين المؤسسات العمومية المعنية في المغرب وكوت ديفوار، وبانخراط فاعل للقطاع الخاص في البلدين"، لافتا إلى أن المغرب يعتبر "أهم مستثمر أجنبي" بكوت ديفوار.
وتابع أنه في إطار
جيواستراتيجي واسع، نجح المغرب في توجيه ما لا يقل عن 85 في المئة من استثماراته
الأجنبية المباشرة بإفريقيا، وهو سقف حظي بإشادة من رئيس البنك الأفريقي للتنمية، "أكينيومي
اديسينا"، خلال زيارته للبلاد الشهر الماضي.
وذكر الخبير الأمريكي
بأن "المغرب أصبح أول مستثمر أفريقي في غرب أفريقيا والثاني على الصعيد
القاري"، كما أكد على ذلك جلالة الملك في خطابه الذي ألقاه في أكتوبر الماضي،
أمام القمة الثالثة للمنتدى الهندي الأفريقي.
وحسب النشرة الأخيرة
ل"غلوبال فايننشال سانترز انديكس"، التي صدرت في مارس 2016، فإن مدينة
الدار البيضاء ليست فقط ثاني أهم مركز مالي في أفريقيا، وإنما "المركز الوحيد
بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي نجح في تحسين تصنيفه منذ التقرير السابق".
وبعيدا عن هذه
المنجزات، لاحظ " فام" على أن جلالة الملك شدد على أن "إفريقيا
بالنسبة لنا ليست هدفا وإنما هي التزام، من اجل المواطن الإفريقي، أينما كان"،
تماشيا مع الارتباط التاريخي الذي تحفه "مشاعر صادقة من المحبة والتقدير،
وروابط إنسانية وروحية عميقة، وعلاقات تعاون مثمر، وتضامن ملموس. إنها الامتداد
الطبيعي، والعمق الاستراتيجي للمغرب".
وبعد أن أبرز "التأثيرات
الجيوسياسية والاقتصادية الملموسة للاستراتيجية الأفريقية لجلالة الملك"، ذكر
السيد فام بأنه أبرز في مرات عديدة "دور المغرب كأرضية لا محيد عنها بالنسبة
للأعمال والاستثمارات بإفريقيا، وذلك بالنظر إلى اتفاقية التبادل الحر التي تجمع
المغرب والولايات المتحدة، الفريدة من نوعها بمجموع القارة، وكذا دور المغرب كفاعل
رئيسي في مجال مكافحة الإرهاب بهذا الجزء من العالم"، ينضاف إلى ذلك دور
المغرب في الدبلوماسية العالمية، مشيرا على سبيل المثال إلى انعقاد مؤتمر كوب 22
قريبا بمراكش.
على صعيد آخر، اعتبر
أنه لكي تحقق الولايات المتحدة أهدافها الاستراتيجية بإفريقيا، سيكون من الأفضل
للمشرعين الأمريكيين تمهيد الطريق لتعاون ثلاثي أو على الأقل ضمان تنسيق أفضل مع
البلدان الإفريقية الحليفة للولايات المتحدة، كالمغرب، والتي اكتسبت خبرة في إيجاد
حلول براغماتية للتحديات المرتبطة بالتنمية التي تعترض القارة.
0 comments :
إرسال تعليق