المغرب وتركيا تاريخ مشترك ترسخه الأزمات - الرباط بريس المغرب وتركيا تاريخ مشترك ترسخه الأزمات - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الجمعة، 5 أغسطس 2016

    المغرب وتركيا تاريخ مشترك ترسخه الأزمات




    كما كان رد المغرب سريعا وفعالا في الكشف عن موقفه الرسمي المساند للديمقراطية، تجاه المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي كادت تعصف باستقرار ومستقبل الجمهورية التركية الحديثة، التي يقودها نظام "رجب طيب أردوغان"، منتصف شهر يوليوز الماضي، كان تفاعل تركيا في اتجاه المغرب جديا وقويا في الإشادة بالموقف المغربي والتأكيد على العلاقات المتينة والعريقة بين البلدين.
    ولعل آخر برقية وجهها الرئيس التركي "أردوغان"، إلى جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لعيد العرش المجيد، والتي أكد فيها الرئيس التركي "عزم بلاده تنمية وتنويع علاقاتها في كافة الميادين مع المغرب، باعتبار المغرب صديقا وشريكا متينا وذلك على أساس رؤية مشتركة"، تؤكد بالملموس أن العلاقة القوية الرابطة بين النظامين السياسيين في البلدين ، منذ العهد العثماني بتركيا وحتى اليوم، والذي ينعكس على جل المجالات عبر تاريخ التعاون المتبادل، رغم الوضع الجغرافي الذي يبقى بعيدا مقارنة بجيران لم يجن المغرب منهم ولو عشر ما ربحه من تركيا.
    فتركيا التي كان ولازال موقفها ثابتا من قضية الصحراء المغربية، من خلال تشديدها على الوحدة الترابية للمملكة، وعدم اعترافها بالجبهة المزعومة، ونبذها لكل ما من شأنه أن يمس وحدة المغرب، تعي جيدا أن اختيار المغرب للتعاون الاقتصادي والسياسي لن يعود عليها إلا بالنفع المطلق، وهو ما أكدته في عدة مواقف، كان أهمها أثناء زيارة الرئيس أردوغان للمغرب منتصف العام 2013، التوقيع على اتفاق إحداث مجلس من مستوى عال للشراكة الاستراتيجية بين الرباط وانقرة، وبعدها إعلان تركيا نيتها إطلاق مجموعة من الأوراش التنموية في مدينة الداخلة بداية هذا العام.
    كما أن تعبير" أردوغان" في ذات رسالته "عن ارتياحه لتقاسم البلدين لوجهات نظر مماثلة بشأن العديد من القضايا الدولية، ويقينه بأن تعميق المشاورات بين المغرب وتركيا سيكون مفيدا جدا من أجل حل القضايا الإقليمية والعالمية، وخصوصا مكافحة الإرهاب"، يظهر بلا شك البعد الجديد المرتقب، للعلاقات التركية المغربية في كلتا الجهتين، بعدما أثبتت الوقائع اشتراك المملكة والجمهورية في قضايا إقليمية وعالمية.
    إن واقعة الانقلاب الفاشل في تركيا، لم تكن فقط مناسبة لتأكيد جدية المواقف المتخذة من قادة البلدين اتجاه بعضهما، في القضايا المحورية، بل أظهر كذلك بأن العلاقة يزينها أكثر ويدعو لصونها، التحام الشعبين التركي والمغربي، ثقافيا سياسيا وحتى اجتماعيا، فالتضامن المطلق واللامشروط الذي أبداه المغاربة، ضد عملية الانقلاب الفاشلة، أكدت لدى المسؤولين في البلدين أن القاعدة الثقافية المشتركة بين الشعبين، تستدعي ضرورة استغلالها لما يعود بالنفع على البلدين، وهو ما حاول تأكيده جلالة الملك في خطابه الأخير، الذي شدد على ضرورة احترام الاختيار الديمقراطي للمواطنين المغاربة، فيما رآه مراقبون أنه بدى واضحا جدا، من خلال التفاعل الذي رافق دعم رفض الانقلاب التركي من طرف المغاربة، وتعطشهم لتثبيت وحماية المسار الديمقراطي.



    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى