في استقباله للعاهل البحريني |
في 14يوليوزسيحل العاهل السعودي بمدينة طنجة، رفقة وفد هام ضم مجموعة من كبار الشخصيات والمسؤولين، ليقضي بها إجازة خاصة تستمر حوالي 6 أسابيع، يتخللها حضور حفل زفاف ابنه، وقد ترك العاهل السعودي ولي عهده ليدير شؤون البلاد.
5 قادة عرب في أسبوعين
وإذا كانت هذه المرة الثانية
التي يتخذ العاهل السعودي فيها طنجة منتجعا له، منذ توليه الحكم في يناير 2015،
فإن اللافت والمميز في هذه المرة، كان هو عدد اللقاءات الرسمية التي عقدها العاهل
السعودي مع زعماء عرب بمدينة طنجة، إذ التقى العاهل السعودي خلال أسبوعين بخمسة قادة عرب.
هكذا، سيلتقي العاهل السعودي بنظيره
البحريني حمد بن عيسى آل خليفة في 19 يوليوز، والذي قدم إلى المغرب في وفد هام من
المسؤولين، كما سيستقبل الملك السعودي الرئيس السوداني "عمر حسن البشير"
في السادس والعشرين من يوليوز، وهو لقاء يحمل دلالات خاصة، بحكم ما يتعرض له
الرئيس السوداني من "متابعات" دولية.
|
وسيزور جلالة الملك "محمد السادس"
العاهل السعودي في مقر اقامته يوم السبت 30 يوليوز، تلاه في اليوم الموالي 31
يوليوز لقاء هذا الأخير، بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وأخيرا أعلن بيان للديوان الملكي
الأردني عن زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني للملك السعودي بمقر اقامته بطنجة
يوم الأربعاء 03 غشت.
طنجة الدولية
برنامج اللقاءات المكثف الذي
عقده الملك السعودي بطنجة، واستخلافه لولي عهده على عرش السعودية لتدبير الأمور
أثناء غيابه، أعاد للأذهان الأدوار الدولية التي لعبتها طنجة خلال القرنين 19و20،
وكيف أنها كانت تتمتع بوضع خاص، جعلها قبلة لأبرز الشخصيات العالمية والدولية، وحل
بها زعماء وملوك ومفكرون من شتى بقاع العالم.
فمن طنجة احتج الامبراطور
الألماني "كيوم الثاني" على التنافس الاستعماري حول المغرب سنة 1905، وفيها حط أمير
البيان "شكيب أرسلان" سنة 1930 داعيا إلى الوحدة العربية الإسلامية، ناشرا دعاوى
التحرر والوحدة والاستقلال، ولازال "فيليبي غونزاليس" يأتي إليها بشكل شبه دوري
للراحة في أحضانها، وإليها حج "مالكوم فوربيس" صاحب واحدة من أشهر
المجالات المالية في العالم، وفيها كانت تحط كل القنصليات الدولية، كما شهدت قدوم
فنانين ومؤلفين وكتاب كبار.
حضارة عروس شمال المملكة
إذا كان وهج طنجة قد خبا بشكل
جزئي لبعض الوقت، وتراجعت بعض من أدوارها الدولية خلال ما يربو عن خمسة عقود، فإن أدوارها المالية
وطنيا واقليميا برزت عبر مجموعة مشاريع أهمها ميناء طنجة المتوسطي، فإن لقاءات الملك
السعودي بالزعماء العرب على متن أرض طنجة، لتستحق أن تجعل المرء يطرح السؤال، فهل هي
إشارة بعودة طنجة إلى سابق مجدها الدولي، وهل تجمع هذه المدينة بين اشعاع مالي
وسياسي وطني ودولي، كما جمعت بين المحيط الأطلسي والبحرالمتوسط، وهل تكون ابنة هرقل صلة وصل
بين عوالم عديدة (افريقيا، والعالم العربي وأوروبا...) بعدما فصل هرقل هذه العوالم
حسب الأسطورة، ذلك ما تصبوا إليه عاصمة البوغاز في حلتها القشيبة الحالية، بنية تحتية ومرافق حضارية من الجيل الحديث.
0 comments :
إرسال تعليق