رواد الفكر البيئي (3) : ليزا لوفاط-سميت : من السعادة الاشهارية الى النضال من أجل اطفال عالمنا.. - الرباط بريس رواد الفكر البيئي (3) : ليزا لوفاط-سميت : من السعادة الاشهارية الى النضال من أجل اطفال عالمنا.. - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الاثنين، 8 أغسطس 2016

    رواد الفكر البيئي (3) : ليزا لوفاط-سميت : من السعادة الاشهارية الى النضال من أجل اطفال عالمنا..



    محمد منير الحجوجي

    منذ حوالي سنة وقعت على شريط وثائقي ممتع جدا أذاعته القناة الفرنسية الثالثة فرانس 3 قدمت فيه ليزا لوفاط-سميث  Lisa lovatt-smith، ذات المسار الاستثنائي الجميل جدا..
    سأبدأ بلقطة حميمية في الروبورطاج.. تظهر ليزا وهي تحتضن طفلا ذي أربع أو خمس سنوات قالت أنها وجدته مرميا على باب قرية وهو قاب قوسين من الموت.. قالت ليزا أنها التقطته و داوته و رعته صحبة آخرين يعيشون الآن في كنف مؤسستها الخيرية. أضافت ليزا بأن هذا الطفل ليس إلا واحدا من ضمن عشرات تخلى عنهم آباء صرحوا لها بعجزهم التام عن رعايتهم.. قبل أن تكشف بأن الكثير منهم وجد ميتا هنا أو هناك في قلب الأدغال الغانية، فيما ساعد الحظ بعضهم الأخر لأن يقاوم قبل أن يجد نفسه على صدرها ليستكمل رحلة الحياة..
    ولدت ليزا سنة 1967 ببرشلونة من أبويين بريطانيين.. تخصصت في أول حياتها في الموضة و ألفت كتبا حول الفن و الديكور كما أدارت مجلة معروفة متخصصة في المجال.. عاشت بلندن، و بميلان، و بباريس قبل أن تغادر لتلتحق بقرية بغانا حيث أقامت جمعية سمتها "مساعدة أيتام إفريقيا"..
    منذ مدة طويلة و هذه المرأة الانكلو-اسبانية تناضل حتى تمنح الأطفال المتخلى عنهم و اليتامى بغانا حياة أسرية حقيقية، بعيدا عن الإطار الصارم و غير الإنساني لدور الأيتام المحلية. و اليوم تتكفل جمعية ليزا بأكثر من 500 طفل كثير منهم يحملون فيروس السيدا، بتعاون وثيق مع السلطات الاجتماعية المحلية للمستعمرة البريطانية السابقة التي تعتبر نموذجا للاستقرار في هذا الجزء الإفريقي الذي يعيش في مجمله على وقع الحروب التي لاتنتهي إلا لتبدأ من جديد. تقوم ليزا أيضا بتمويل عدة مدارس و مراكز صحية بمختلف مناطق البلاد..
    ما الذي جعل هذه المرأة تتخلى عن حياة البذخ المترامي و تغامر بالسفر إلى غانا للعيش وسط أدغال ملتبسة؟
     نجد الجواب في التحول الضخم الذي عاشته ليزا أواخر الثمانينات.. في حياتها السابقة على التجربة الغانية، تحركت لوفاط-سميث في قلب صخب الموضة حيث عملت في لندن و ميلان و باريس ونظمت أولى الحصص التصويرية للايدي ديlady di .  عاشت ليزا أيضا كل جنون الجيت-سيط Jet-Set الأوروبية (طبقة الأثرياء) لسنوات الثمانينات..
    وفي سنة 1987، قامت مجلة فانيتي-فير بتعيينها كواحدة من الشخصيات التي "تحرك أوروبا". فترة بعد ذلك سوف توقع روبورطاجات حول "فن العيش" مع مصورين كبار.
    كان لهذه الكتب تأثير بالغ في أوساطها المهنية و بيعت منها مئات الآلاف من النسخ. تقول ليزا حول هذه الفترة في استجواب من عمق الأدغال الإفريقية وهي تسطر بشكل أكبر على الانقلاب الضخم الذي عاشته: " لقد حصلت على كل شيء في هذه الفترة: القصور، السيارات الجميلة، الفنادق الباذخة.." ثم، وفي يوم من أيام 2002، سوف تطير مع ابنتها بالتبني سابرينا من أجل اكتشاف دار أيتام.. سوف تكتشف الأم و الابنة الواقع المتعفن و المؤلم لأطفال غانا.. تقول ليزا: " لقد فهمت أنه لا معنى للعيش وسط الترف و البذخ و أعداد لانهاية لها من البشر فوق الكوكب يعيشون وسط معاناة رهيبة و في صمت رهيب.. لقد فهمت أنه بإمكاني أن أغير الأشياء و أن أفعل بشكل أفضل".

    وعند عودتها إلى أوروبا سوف تبيع كل شيء، قصرها بإسبانيا، الحلي، السيارات، و كل هذا من أجل جمع ما يكفي من المال لتأسيس "أورفان ايد أفريكا" ( التي هي جمعيتها لمساعدة و رعاية الأيتام).. ستقوم ليزا بمجهودات جبارة لكي تمنح للجمعية بنيات مؤسسة كما أن مشاهير كثر سوف يدعمونها (ومنهم الممثلة الاسبانية الكبيرة فكتوريا أبريل التي كانت من أول من امن بمشروعها).. سوف تلتقي ليزا أيضا بحبها الكبير و تتزوج جوزيف ابن قائد القرية قبل أن يقوما بتبني أربعة أطفال في وضعية جد حرجة..
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى