الانقلاب التركي يعجل بلقاء بوتين وأردوغان

يبدو أن العلاقات الروسية التركية كانت تحتاج لصدمة قوية حتى تستعيد عافيتها وتقوى، كما لم تكن من قبل، فبعد الأحداث المتتالية التي هزت استقرار تركيا نسبيا، خصوصا بسبب الانقلاب الفاشل، والتداعيات السياسية الدولية التي أصابت تركيا، جاءت الأنباء اليوم لتتحدث عن لقاء قريب بين زعيم تركيا أردوغان، وزعيم روسيا بوتين، بعد مرحلة خصام سببها على الخصوص حادث إسقاط الطائرة الروسية في الأجواء التركية.

فقد أكد الكرملين خبر عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في مدينة سان بطرسبورغ يوم 9 غشت 2016.

وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، في الخبر الذي ألقاه لوسائل الإعلام ونقلته قناة "روسيا اليوم"، أن الجانب الروسي اقترح عقد لقاء القمة الأول منذ بدء عملية تطبيع العلاقات بين البلدين في مدينة بطرسبورغ، عاصمة روسيا الشمالية، وقد وافق الجانب التركي على هذا الاقتراح.

وأوضح بيسكوف أن "الجانبين يواصلان الجهود لصياغة جدول أعمال المحادثات"، وأضاف: "بلا شك هناك عدد لا بأس به من المواضيع للنقاش".

وفي إطار التحضير لجولة اللقاء بين الزعيمين التركي والروسي، التقى "أركادي دفوركوفيتش" نائب رئيس الوزراء الروسي صباح الثلاثاء 26 يوليوز 2016، وفدا تركيا برئاسة محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي لبحث سير تطبيع العلاقات بين البلدين، في أعقاب تقديم أنقرة اعتذارا رسميا على إسقاط طائرة روسية.

وينظر مراقبون إلى التقارب الروسي التركي، بشكل حذر جدا، خصوصا في ظل بداية تدهور شبه حقيقي لعلاقات تركيا مع حليفها الاستراتيجي القديم الولايات المتحدة الامريكية، بسبب عدة ملفات، من بينها ملف تسليم رجل الدين التركي فتح الله غولن المقيم بأمريكا، والذي تطالب تركيا من الولايات المتحدة تسليمه إياها، بسبب اتهامها له بالتورط في تنسيق الانقلاب التركي الأخير الفاشل.

8:39 ص