تظافر الجهود المغربية-الإماراتية في الحفاظ على وحدة مالي - الرباط بريس تظافر الجهود المغربية-الإماراتية في الحفاظ على وحدة مالي - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الثلاثاء، 20 مايو 2014

    تظافر الجهود المغربية-الإماراتية في الحفاظ على وحدة مالي


    الرباط بريس
    عبرت المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة عن إدانتهما لتطورات الأوضاع المسلحة في شمال مالي يوم  السبت 17 مايو.
    و أعرب المغرب عن استنكاره لأعمال العنف التي تجددت بالمنطقة، وخلفت العديد من القتلى والجرحى. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب "يستنكر بشدة أعمال العنف والمواجهات المسلحة التي وقعت يوم السبت بشمال مالي والتي خلفت العديد من القتلى والعشرات من الجرحى واختطاف العديد من الرهائن". وأبرزت الوزارة أن المملكة المغربية "تتابع بقلق شديد وانشغال حقيقي التدهور الخطير للوضع السياسي والأمني بشمال مالي".
    وأضاف المصدر ذاته أن المملكة المغربية "التي انخرطت بشكل واضح وبمصداقية لعودة السلم والنهوض بالمصالحة بمالي، تدعو كافة الأطراف المالية إلى التحلي بضبط النفس لدى الإدلاء بتصريحات، والامتناع عن أي عمل يصعد التوتر والانقسامات بين مكونات الشعب المالي، ويعيق مسلسل المصالحة الوطنية". وأكدت الوزارة على أنه "وحدها العودة السريعة وغير المشروطة إلى الهدوء واللجوء الصادق إلى روح الحوار والتوافق وإعلاء المصلحة العليا للأمة المالية كفيلة بضمان السلام الدائم والحفاظ على السيادة الترابية والوحدة الوطنية لهذا البلد الشقيق".
    و من جهتها أعلنت  دولة الإمارات العربية المتحدة أنها تتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث في جمهورية مالي منذ بدايتها وما تتركه من تأثيرات وتلحقه من خسائر مادية وبشرية.و قال أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن وزارته تواصل التشاور مع الدول المجاورة لمالي والمحيطة بها ، وكذلك مع المنظمات الدولية المعنية من أجل بذل جميع الجهود الممكنة لتقديم العون لمواطني مالي.وأضاف أن دولة الإمارات تدعم الجهود الإنسانية وتعمل على توفير المساعدات الضرورية للمتضررين من مواطني مالي من هذه الأحداث انطلاقا من ثوابت السياسة الخارجية لدولة الإمارات بأبعادها الإسلامية والإنسانية، والتي تقوم على مساعدة سكان المناطق التي تتعرض للكوارث الطبيعية أو ما تسببه الصراعات والحروب.
    وأكد أن ما تقدمه دولة الإمارات في هذا الصدد الى مالي ينبع من إيمانها العميق والثابت بدعم الدول الشقيقة والصديقة تجسيدا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي لا تفرق بين البشر وتدعو إلى تقديم الدعم والمساعدة لهم في الأزمات والملمات والكوارث.
    وكانت مجموعة من المتشددين بقيادة الجزائري أبو زيد أحد زعماء تنظيم القاعدة، قد تمكنت السبت الماضي من السيطرة على منطقة  ديابالي الواقعة على بعد 400 كلم شمال العاصمة باماكو .غير أن تدخل القوات الفرنسية الدعومة بوحدات من الجيش المالي تصدت للمهاجمين وأجبرتهم على إخلاء المنطقة.
    و قد سبق للطيران الحربي  الفرنسي  أن تدخلبقوة في مطلع يناير من سنة 2013 لدعم القوات المالية  التي كانت تواجه  مجموعات إرهابية استولت على مدينة كونا وسط البلاد، و مدينة غاو شمال مالي.
    و كشف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عند زيارته للإمارت العربية المتحدة، يوم الثلاثاء 15 يناير 2013 أن المغرب قد سمح للقوات الجوية الفرنسية باستخدام مجاله الجوي للوصول إلى شمال مالي.
    وكان الملك محمد السادس٬ قد تلقى في الأسبوع نفسه ، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي، جرى خلاله التشاورحول الوضع في مالي لاسيما بعد التطورات الأخيرة المسجلة في هذا البلد .  



    و بعد مرور سنة على هاته الوقائع، و بالضبط  يوم الجمعة 31 يناير 2014   خلق الملك  محمد السادس المفاجأة ، حين استقبل بالقصر الملكي بمراكش، الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد ، بلال أغ الشريف،الذي كان مرفوقا بالمتحدث باسم الحركة موسى أغ الطاهر.وأفاد بلاغ للديوان الملكي أن الإستقبال  يندرج في إطار الجهود الدؤوبة والموصولة التي ما فتئ الملك يبذلها من أجل إقرار الامن والاستقرار، بشكل دائم ، بهذا البلد الشقيق ، والمساهمة في التوصل إلى حل للأزمة المالية ، وذلك منذ اندلاعها في يناير 2012 .كما  أكد الملك حرص المملكة الدائم على الحفاظ على الوحدة الترابية وعلى استقرار جمهورية مالي ، وكذا ضرورة المساهمة في إيجاد حل والتوصل الى توافق كفيل بالتصدي لحركات التطرف والإرهاب التي تهدد دول الاتحاد المغاربي ومنطقة الساحل والصحراء ، وبتحفيز التنمية وضمان كرامة الشعب المالي الشقيق، في إطار الوئام بين كل مكوناته .

    ومن جهته ، قدم بلال أغ الشريف عرضا حول تطور الأوضاع بشمال مالي ، معربا عن شكره للملك على التزامه بالتصدي لنزوعات العنف والتطرف والإرهاب التي تهدد منطقة الساحل والصحراء.
    و قد  شجع الملك محمد السادس، حركة تحرير أزواد على الانخراط في الدينامية الجهوية التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية ، وفق مقاربة واقعية وناجعة ، كفيلة بالتوصل الى حل نهائي ودائم للأزمة الحالية.كما جدد التعبير عن إرادة المغرب القوية في مواصلة العمل من أجل التوصل الى حل للأزمة المالية ، وذلك اعتبارا للروابط التاريخية التي تجمع المغرب بجمهورية مالي ، ونظرا للاهتمام الخاص الذي يوليه الملك لتعزيز علاقات الأخوة والتضامن والتعاون  القائمة بين البلدين الشقيقين.

      وتكمن أهمية حدث الإستقبال في كون حركة أزواد التي تأسست خلال شهر نوفمبر 2010 ،  كانت قد أعلنت انفصال شمال مالي عن باقي البلاد، وهي حركة مكونة من الطوارق وقبائل في الصحراء الكبرى، و يعتبرها المراقبون امتدادا للتنظيمات التي كانت تناضل  من أجل ما يسمى دولة منطقة الأزواد، و التي تشمل شمال مالي وجزء من النجير و مناطق أقصى جنوب الجزائر. وفي6 أبريل 2012 ، تم الإعلان عن ميلاد " دولة أزواد" لقيت تأييدا من الحركات الأمازيغية في المغرب العربي-الأمازيغي، مما خلق حالة من البلبلة في المنطقة  وخاصة في الجزائرالتي تتقاسم الحدود مع شمال مالي .  لذلك فإن زيارة زعيم حركة أزواد  إلى المغرب أثارت  حفيظة الجزائر التي شنت حربا إعلامية ضد التواجد السياسي المغربي في المنطقة، خاصة و أنه تسربت أنباء عن كون  الملك محمد السادس  حصل على ضمانات مسبقة من الحركة تؤكد ابتعادها عن الانفصال.

    و قد أصر العاهل المغربي على الحضور شخصيا في حفل  تنصيب الرئيس المالي بوباكار كيتا في  20 شتنبر  2013 وشدد في خطاب بالمناسبة على ما يجمع البلدين من روابط في الدين الإسلامي  ممارسة وتقاليدا، ومنهاج الوسطية والاعتدال، و تعاليم التسامح والانفتاح و الوشائج الروحية التي تجمع على الدوام بين البلدين .  و قد أثمرت الزيارة الملكية التوقيع على اتفاق يهم  تكوين 500 إمام مالي في المغرب خلال السنوات المقبلة،  مخصص "لدراسة المذهب المالكي والتعاليم الفقهية والأخلاقية التي تنبذ كل أنواع الغلو والتكفير".   وفي دراسة تحليلية للحدث أكد مركز التفكير الأمريكي "فورين بوليسي" على  ضرورة "الإستناد إلى إمارة المؤمنين في الاستراتيجية الرامية إلى إلى مكافحة آفة الإرهاب والتطرف الديني بغرب إفريقيا والساحل" و أن الوضع الديني لملك المغرب "يمكن أن يشكل عماد تحالف إقليمي ملتزم بالمهة النبيلة المتمثلة في هزم الإسلامين المتشددين الذين ينشطون بشمال مالي".

    و في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في شتنبر 2013عبر الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيتاعن امتنانه العميق لجلالة الملك محمد السادس، الذي بادر منذ الساعات الأولى لاحتلال شمال مالي إلى إدانة الاعتداء الذي استهدف بلده، وقدم مساعدة إنسانية للشعب المالي.






    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى