الرباط بريس
أبرزت الزجالة المغربية أسماء بنكيران، خلال لقاء ثقافي بالمنامة
عاصمة البحرين،الأربعاء 21 مايو ، الدينامية الملحوظة التي باتت تعيشها قصيدة
الزجل المغربية، بعد أن تمت إعادة الاعتبار لها، بعد مرحلة عاشت فيها عزلة رهيبة
لأسباب محافظة، بالنظر لكونها تعتمد العامية وسيلة لقول الشعر.
وأوضحت الزجالة المغربية، التي استضافها مركز عبد الرحمن كانو
الثقافي، ضمن أنشطته الثقافية الأسبوعية، أن وتيرة نشر الديوان الزجلي بالمغرب
ارتفعت بنسب لافتة للنظر، حيث انتقلت من ثلاثة دواوين، خلال عقد السبعينيات من
القرن المنصرم، إلى نحو أربعين ديوانا خلال التسعينيات، لتقارب خلال العقد الموالي
المائة ديوان.
وقرأت الزجالة المغربية عدة قصائد ورباعيات من ديوانها (حر لكلام) ،
وهي قصائد تستحضر، بحنين طفولي، فضاءات فاس التي ترعرعت الشاعرة بين أحضانها،
وتتغنى بالحب، وتعبر عن مواقف إنسانية شفافة تجاه قضايا الوجود.
وخلال نقاش مستفيض أعقب هذه القراءة، عبر متدخلون من بين جمهور قدم
لاستكشاف قصيدة الزجل المغربية، عن إعجابهم بما استمعوا إليه من زجل، وأكدوا أنهم
لم يجدوا صعوبة كبيرة في فهم فحواه، مبرزين تميزه بالصدق والعفوية والبساطة،
وبالعمق والجمالية، وكلها ميزات تجعله ينفذ سريعا إلى الأعماق ويغازل الوجدان
برهافة.
و أعربت أسماء بنكيران عن الأمل في أن تنتشر قصيدة الزجل بشكل أوسع
في العالم العربي لتساهم بامتياز في مد جسور التواصل الأدبي بين المغرب والمشرق.وبعد أن أشارت إلى أن قصيدة الزجل في
المغرب نجحت في أن تؤكد شعريتها، وأن تصير ركنا من المتن الشعري المغربي، أوضحت أن
هذه القصيدة استطاعت أن تؤصل العديد من العناصر الجمالية داخل الشعر المغربي، ولم
يعد ينظر إليها بالتالي كقصيدة عمومية أو شعبية بما تحمله هاتان الكلمتان من شحنة
قدحية وتحقيرية، بل بما هي قصيدة مبنية، تتغذى من مصادر شعرية وثقافية واسعة،
يتشابك داخلها الفكر واللغة والبناء الفني بهدف التعبير عن رؤيا شعرية مكثفة، تعلن
موقف الشاعر من الذات والآخر وتكشف عن نظرته للوجود والعالم.
0 comments :
إرسال تعليق