جهود المغرب متواصلة في مجال محاربة الإرهاب - الرباط بريس جهود المغرب متواصلة في مجال محاربة الإرهاب - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الجمعة، 16 مايو 2014

    جهود المغرب متواصلة في مجال محاربة الإرهاب



    الرباط بريس

    من منا لايتذكر ما شهدته مدينة الدار البيضاء ليلة 16 ماي 2003، ومن منا نسي ما قامب به الإرهاب الغاشم في حق الأبرياء، أحد عشر سنة مرت على سلسلة  التفجيرات الإرهابية  التي كانت الدارالبيضاء مسرحا لها في تلك الليلة المشؤومة ، والتي أدركت المملكة من خلالها، و هي ما تزال منتشية بطلعة العهد الجديد قبل ثلاث سنوات، أنها لم تعد في مأمن من العمليات الإجرامية المتطرفة التي انتشرت كالنار في الهشيم في مختلف البقاع الدولية ، خاصة منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر في نيويورك .

    و منذ ذلك الحين اكتسبت أجهزة الأمن على مختلف تشكيلاتها، خبرة وقدرة كبيرتين في استباق العمليات الإرهابية، وضبط خلاياها النائمة واليقظة في الأوقات الحاسمة ، و طورت استراتيجياتها في ترصد و تعقب النشطاء الإرهابيين عبر وسائط الإتصال التكنولوجية الحديثة. وأوردت تقارير رسمية أنه إلى حدود غشت 2013، تم تفكيك ما يقارب 130 خلية إرهابية و إحباط ما يزيد على 260 عملية إجرامية، أدت إلى اعتقال 1250 شخصا من المتورطين في قضايا الإرهاب.

    و بالموازاة مع ذلك ، دشنت الدولة سلسلة من الحملات التوعوية الفكرية و الإجتماعية ، إيمانا منها بأن الإرهاب يتغذى من الجهل و من البؤر الإجتماعية البئيسة . وبلغت هاته الحملات ذروتها  في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في 18 ماي سنة 2005 ، والتي ارتكزت على التصدي للعجز الإجتماعي بالأحياء الفقيرة، و تشجيع الأنشطة المدرة للدخل القار، والإستجابة للحاجيات الضرورية للفئات التي تعيش في ظل ظروف صعبة . و أفادت آخر إحصائيات التنسيقية الوطنية للمبادرة أن أزيد من 1,27 مليون شخص استفادوا من المشاريع المندرجة  برسم سنة 2013 ،و البالغة في مجموعها 6227 تدخلا ، وذلك  باستثمارات بقيمة 3,9 مليار درهم، و بلغت مساهمة المبادرة الوطنية 2,2 مليار درهم. علاوة على ذلك امتدت مبادرات الدولة إلى جهود تعزيز و دعم الحقل الديني ، والإهتمام بدور الوعاظ والمرشدين ،رجالا ونساء، و القيمين على الشأن الروحي  .
    وشهد المغرب عملية مصالحة و تسامح  كبرى مع متزعمي حركات التطرف الذين راجعوا أفكارهم بعد فترة سجنهم ، و تم الإفراج عنهم عبر مراحل حتى سنة 2012 . وقبل سنة من ذلك شهد المغرب لأول مرة صعود حكومة يتزعمها إسلاميون عن حزب العدالة والتنمية ، بعد الإصلاحات السياسية القوية التي انطلقت مع الخطاب الملكي ليوم 09 أبريل 2011 وإقرار دستور جديد في فاتح يوليوز من نفس السنة.و من أبرز تجليات تلك  المصالحة ،صلاة أمير المؤمنين الملك محمد السادس يوم  الجمعة 28مارس 2014 من خلف الإمام السلفي الشيخ الفيزازي، الذين كان من أبرز دعاة التطرف في أعقاب أحداث 16 ماي   2003 .

    وعلى الصعيد الدولي، انخرط المغرب في المجهودات العالمية لمحاربة الإرهاب، خاصة في منطقة الساحل و جنوب الصحراء ، حيث توجه العاهل المغربي شخصيا إلى دولة مالي و البلدان المعنية في شتنبر 2013 و فبراير 2014 ، لإعلان التضامن المغربي الفعلي مع تلك الدول في مجابهة التيارات المتطرفة.
     ودعما للتوجه الإفريقي في هذا المجال، أشرف الملك محمد السادس الاثنين 12 ماي الجاري بالرباط، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات ،والموجه لاستقبال الطلبة المغاربة والطلبة المنحدرين من بلدان عربية وإفريقية، في إطار تنفيذ استراتيجية ترمي إلى تلقين الأجيال الجديدة من الأئمة و المرشدين و المرشدات قيم الإسلام الوسطي، بهدف تحصين المغرب من أخطار التشدد، والحفاظ على هويته القائمة على الاعتدال والانفتاح والتسامح، وكذا تعزيز إشعاعه الديني.

    و من جهة أخرى أكد العاهل المغربي في رسالة وجهها للإجتماع الدولي الثالث لأتباع الزاوية التيجانية المنعقد بفاس الأربعاء 14 ماي 2014 ، أن المجتمعات الإسلامية بحاجة  إلى تضافر الجهود من أجل التصدي للتطرف الأعمى ونزوعات الانفصال والانقسامبالتعبئة الجماعية لكافة الدعاة إلى الإسلام الوسطي، ومنهجه السني في ديار الإسلام،  لسد الطريق أمام دعاة التطرف والإرهاب والتجزئة والانقسام، والمذاهب الضالة.

    و بخصوص مخاطر الإرهاب الناجمة عن تطورات الأوضاع في سوريا ، استشعر المغرب  ضرورة التصدي لظاهرة استقطابشباب من المنطقة المغاربية و دول أروبية الذين يتم التغرير بهم لأجل ما يصفونه الجهاد في سوريا . و قد تلقى المغرب تنويها أروبيا ، حين مشاركته في أواسط شهر ماي 2014 في لقاء بروكسيل،  المخصص لبحث تداعيات توجه عدد من شباب أروبا، خاصة المنحدرين منهم من أوساط إسلامية، للقتال في تلك المنطقة . و دعت نائبة الوزير الأول، وزيرة الداخلية البلجيكية، جويل ميلكي، إلى الإستفادة من الخبرة المغربية الأمنية، باعتبار المملكة  شريكا محوريا لأوروبا في مكافحة الإرهاب، و بالنظر لتوفرالمصالح الأمنية  المغربية  على فعالية كبرى في تفكيك عدة خلايا إرهابية .









    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى