حين امتزجت دماء المغاربة و الفرنسيين

الرباط بريس

بين المغرب و فرنسا تاريخ مشترك عريق، بما له و بما عليه . و من فصول هذا التاريخ مشاركة جنود مغاربة إلى جانب قوات فرنسية في الحربين العالميتين . و هذا ما أراد توثيقه كتاب بعنوان "أنا..إخوة السلاح في الحربين العالميتين " ANA Frères d'armes marocains dans les deux guerres mondiales والذي وصفه سفير فرنسا بالمغرب شارل فريس، بكونه مؤلفا موجها للأجيال الحالية وكذلك المستقبلية، يسهم في الحفاظ على الذاكرة التاريخية المشتركة التي تجمع بقوة ما بين المغرب وفرنسا ويجعلها متقدة على الدوام.

وأوضح السيد فريس، في حفل تقديم الطبعة الثانية لهذا المؤلف ، مساء الخميس 15 مايو الذي نظمته ثانوية ليوطي بالدار البيضاء، أن الكتاب الذي صدر سنة 2006 يأتي ليذكر بأن عشرات الآلاف من الجنود المغاربة ضحوا بحياتهم للدفاع عن حرية فرنسا، و أنه يتعين على الفرنسيين أن يتذكروا دائما التضحيات التي قام بها المحاربون والجنود المغاربة. وأبرز السفير الفرنسي أن البعد الإنساني العميق لهذا الكتاب الذي نشر برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأنجزه بيير رييرا وكريستوف تورون يتجلى في سرده للنوادر والشهادات التي رواها قدماء المحاربين المغاربة والفرنسيين ،أخوة السلاح، في الصراعين العالميين الذين طبعا القرن العشرين بدمويتهما .

و يأتي هذا المؤلف، في سياق الذكرى المائوية للحرب العالمية الأولى وغداة احتفاء فرنسا بالذكرى السبعين لتحريرها، وهو يتكون من 448 صفحة، نصوصا و إضاءات، تعيد رسم مراحل مشاركة القوات المغربية في الحربين العالميتين، وتسلط الضوء على ما قام به المغاربة والفرنسيون في مختلف الجبهات التي حاربوا فيها جنب إلى جنب. ويعد هذا الكتاب عبارة عن قصة تمت روايتها من دون زيادة ولا نقصان وساهمت في نسج روابط غير قابلة للمحو بين المغرب وفرنسا ..

وقد تقرر تخصيص عائدات هذا الكتاب الذي أصدرته دار نشر "سنسو إينكو" لقدماء المحاربين المغاربة والجيش الفرنسي وأراملهم.