السهل الأصفر (تلارواق) قصة قبيلة تقاوم "سرقة" أراضيها - الرباط بريس السهل الأصفر (تلارواق) قصة قبيلة تقاوم "سرقة" أراضيها - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    السبت، 13 أغسطس 2016

    السهل الأصفر (تلارواق) قصة قبيلة تقاوم "سرقة" أراضيها


    الرباط بريس

    اعتصام مفتوح ومسيرتين أسبوعيتين

    منذ 8 ماي 2016، دخل ساكنة قبيلة تلارواق (أكثر من 5000 نسمة) التابع لدائرة كتامة قيادة الحسيمة، في اعتصام مفتوح، حيث شيدوا خيمة وسط أرض انتزعت منهم، وتوزعوا إلى مجموعات مداومة على المرابضة في مقر الاعتصام.
    وكل اثنين وجمعة ينطلق ساكنة مداشر ودواوير القبيلة في مسيرة على الأقدام، تتقدمهم فيها النساء والأطفال، صوب اساكن مركز القيادة احتجاجا على "أراضيهم المنهوبة"، حيث لم ينجح طول المدة في ثنيهم عن وقف مسيراتهم.
    بجسب ما استقته الرباط بريس فجذور الصراع لا تعود إلى اليوم بل ترجع إلى سنة 1934.

    من السهل الأصفر إلى تعاونية الفتح

    كانت أرض اللوطا المعروفة باوطا اساكن محل نزاع بين قبيلتي تلارواق ومثيوة، وهو نزاع يعود لقرون، قبل أن يحسم لصالح قبيلة تلارواق سنة 1907، وفي سنة 1934 سيتم إصدار رسوم تؤكد ملكية القبيلة للوطا، والتي ستصبح حاملة لاسم "السهل الأصفر" كاسم إداري لها، وبحسب ما تؤكده مجموعة من الوثائق فإن المستعمر الاسباني كان يعوض القبيلة في حالة إذا ما أتلفت ماشيته المحاصيل الزراعية.
    وكما تنص على ذلك قوانين أراضي الجموع، فقد عينت القبيلة وكلاء شرعيين لها ينوبون عنها في تدبير أراضي القبيلة، والتي كانت تستفيد منها في الكلأ والمرعى للماشية، إضافة إلى الاستفادة من منابعها المائية في الشرب والسقي.
    مع البرنامج الاممي الذي اطلق سنة 1974 لمحاربة زراعة الكيف، سيتم –في ظروف غامضة حسب ما يقول الساكنة- تأسيس تعاونية عرفت باسم "الفتح" والتي منحت 486 هكتارا من أجود أراض القبيلة، وقد تزامن الأمر مع غياب أغلب ساكنة القبيلة الذين التحقوا بالمشاركين في المسيرة الخضراء.

    صراع قضائي طويل يطوى فجأة

    اعتبر ساكنة القبيلة تفويت 486 هكتارا لتعاونية الفتح دونما إذن من وكلائها الشرعيين، إهدارا لحقهم ليقرروا الدخول في صراع قضائي مع التعاونية طال أمده، وعرف تجاذبات كثيرة، تعددت اطرافها حيث دخلت الأملاك المخزنية والمياه والغابات والجماعة المسيرة، ويوجه الساكنة اتهامات لم يتسنى لنا التحقق من صحتها إلى بعض الاحزاب السياسية المتواجدة بالمنطقة بالدخول على الخط في هذا الملف.
    عرف مسار القضية تجاذبات كثيرة ومحاولات للتسوية والضغط، وطالت القضية في أطوارها الابتدائية حيث لم يتم الحكم فيه إلا سنة 2011، لصالح التعاونية، قبل أن تطوى باقي مراحل الملف بشكل سريع في ملف بحسب ما يقول الوكلاء الشرعيون ومحاميهم وبعض الفاعلين الحقوقيين أنه عرف خروقات كثيرة.

    رفض للحكم .. مطالب للتحقيق .. ولجوء للاعتصام

    رفض ساكنة تلارواق الحكم الذي صدر لصالح التعاونية التي تضم (19 شخصا)، وطالبوا بالتحقيق في الخروقات التي عرفها الملف، مدلين بمجموعة من الوثائق تؤكد أقوالهم –تتوفر الرباط بريس على صور منها ستنشرها لاحقا-.
    ومع عدم الاستجابة لمطالبهم، بل وانتشار قلاقل عن بيع التعاونية لأراضي القبيلة محط النزاع لشركة عقارية، سيلجأ سكان القبيلة إلى التصعيد شيئا فشيئا انطلاقا من مراسلة كل الجهات الرسمية، قبل أن يتطور الوضع إلى خوض اعتصام مفتوح بالأرض محط النزاع، حيث يداوم يوميا أكثر من 400 فرد على المداومة بالمقر قبل أن يؤازرهم ساكنة القبيلة بشكل دوري مرتين أسبوعيا، وقد عرفت بعض الوقفات تدخلات أمنية كان أبرزها تدخل قوى الامن لمنعهم من السير في مسيرة على الأقدام إلى الحسيمة التي تبعد حوالي 120 كلمترا عنها يوم الاثنين 25 يوليوز.

    إلى اليوم لازال ساكنة القبيلة يواصلون احتجاجتهم وسط تضامن حقوقي ومدني كبير، وفي ظل تهديدات الساكنة بالتصعيد، تتعالى الأصوات الحقوقية لإيجاد حل لهذا المشكل.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى