خطاب20 غشت: ثورة متجددة ضد التخلف والتطرف - الرباط بريس خطاب20 غشت: ثورة متجددة ضد التخلف والتطرف - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    السبت، 20 أغسطس 2016

    خطاب20 غشت: ثورة متجددة ضد التخلف والتطرف


    ثورة متجددة .. وتلاحم مغاربي
    رسم جلالة الملك في خطاب وجهه قبل قليل إلى الأمة المغربية السياسة الخارجية للمغرب على المستوى الاقليمي والجهوي والقاري، معتبرا أن ثورة الملك والشعب بالنسبة للمغاربة هي ثورة متجددة ، تستحضر القيم والمبادئ لبناء الحاضر والتوجه نحو المستقبل .وهي كذلك ثورة متجددة ضد التخلف والتطرف.
     و دعا جلالة الملك في خطاب وجهه قبل قليل إلى الشعب المغربي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب الجارة الجزائر إلى التلاحم من أجل خدمة القضايا الافريقية والعربية في ظل وحدة مغاربية ، مذكرا إياها بالدعم السخي المعنوي والمادي للمقاومة المغربية للثورة الجزائرية إبان الحقبة الاستعمارية البغيضة والملاحم البطولية للثورتين المغربية والجزائرية ودور البلدين في تحرير إفريقيا.
    المغرب في خدمة الإنسان الإفريقي
    وفيما يتعلق بتوجهات المغرب تجاه افريقيا، أكد جلالة الملك محمد السادس، "أن المغرب وضع إفريقيا في صلب سياسته الخارجية، معتبرا أن هذا الارتباط متعدد الأبعاد، يجعل المملكة في قلب إفريقيا، ويضع إفريقيا في قلوب المغاربة". مذكرا بمسؤولية الاستعمار فيما آلت إليه افريقيا اليوم التي ما تزال تطحنها الحروب والصراعات السياسية والتخلف ، مشيرا إلى أن الأفارقة يمتلكون من الطاقات البشرية والمؤهلات الطبيعية ما يمكنها من أن تشهد نهضة تنموية كبرى في المستقبل.
    واعتبر جلالته ، إن "إفريقيا بالنسبة للمغرب، أكثر من مجرد انتماء جغرافي، وارتباط تاريخي، فهي مشاعر صادقة من المحبة والتقدير، وروابط إنسانية وروحية عميقة، وعلاقات تعاون مثمر، وتضامن ملموس، كما انها الامتداد الطبيعي، والعمق الاستراتيجي للمغرب".
    وأوضح جلالة الملك  أن "مصلحة المغرب من مصلحة إفريقيا" ،وأن المغرب لا ينتظر أن يأخذ من الشعوب الافريقية بقدر ما يسعى إلى منحها الكثير من فرص التنمية والرقي، وان علاقة المغرب بالقارة السمراء علاقة منفعة وفق منطق رابح رابح. حيث يقول جلالته، "المغرب يعطي دائما لشعوب قارته، ولا ينتظر أن يأخذ منها والتزامه من أجل قضاياها وانشغالاتها، لم يكن يوما من أجل استغلال خيراتها، ومواردها الطبيعية، خلافا لما يسمى بالاستعمار الجديد"، وبذلك يوضح الخطاب الملكي أن سياسة المغرب تجاه إفريقيا تستهدف بالأساس تطوير قدرات الإنسان الإفريقي من خلال إنجاز مشاريع التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية ، التي لها تأثير مباشر على حياة سكان المنطقة،
    ويعطي جلالته الدليل على ذلك بقوله،" مثلا، لا يقوم فقط بتصدير الأدوية بل يحرص على تشييد معامل صناعة الأدوية والمؤسسات والمراكز الصحية، كما يقوم بإنجاز البنيات التحتية،ومراكز التكوين المهني والتقني، والمشاريع التي توفر الشغل والدخل القار، كقرى الصيادين ، ودعم الفلاحين الصغار، وتشجيع الحفاظ على الأنظمة البيئية".
    وحرص جلالته على التنويه بالجالية الإفريقية المقيمة بالمملكة المغربية، مؤكدا مواصلة المغرب على صون الحقوق والحريات لهذه الفئة من أجل تيسير انخراطها في المجتمع المغربي.
    وأكد، جلالة الملك إلى إن "إفريقيا بالنسبة لنا ليست هدفا ، وإنما هي التزام، من اجل المواطن الإفريقي، أينما كان، فالاهتمام الذي نعطيه لتحسين ظروفه في وطنه، هو نفسه الذي يحظى به المهاجرون الأفارقة في المغرب، خلافا لما يعانونه في العديد من مناطق العالم".
    الإرهاب... ودعوة إلى تلاحم الديانات الثلاث
    أسهب الخطاب الملكي في الحديث عن الإرهاب الناجم عن التطرف والتأويل غير السليم للآيات القرآنية وفق ما يسير وهوى المتطرفين ورغباتهم المتشددة التي يتبرأ منها الإسلام، ودعا الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية من أجل توحيد الجهود للقضاء على جذور التطرف والمتطرفين.
    الجهاد من اختصاص إمارة المؤمنين
    وتساءل جلالة الملك، "هل من المعقول أن يأمر الله، الغفور الرحيم، شخصا بتفجير نفسه، أو بقتل الأبرياء؟ علما أن الإسلام لا يجيز أي نوع من الانتحار مهما كانت أسبابه. قال سبحانه : "من قتل نفسا بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا"...وهل يقبل العقل السليم أن يكون جزاء الجهاد هو الحصول على عدد من الحور العين؟ وهل يقبل المنطق بأن من يستمع إلى الموسيقى ستبلعه الأرض، وغيرها من الأكاذيب؟".
    وقال جلالته، أن "الإرهابيين باسم الإسلام ليسوا مسلمين، ولا يربطهم بالإسلام إلا الدوافع التي يركبون عليها لتبرير جرائمهم وحماقاتهم. فهم قوم ضالون، مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا"... وأن "الجهاد في الإسلام يخضع لشروط دقيقة من بينها أنه لا يكون إلا لضرورة دفاعية، ولا يمكن أن يكون من أجل القتل والعدوان، ومن المحرمات قتل النفوس بدعوى الجهاد"، مبرزا أن "من شروط صحة الجهاد أيضا، أن الدعوة إليه هي من  اختصاص إمارة المؤمنين. ولا يمكن أن تصدر عن أي فرد أو جماعة".
    وذكر الخطاب الملكي، بأن الإسلام دين السلام، يقول تعالى "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"، مؤكدا أن "الذين يدعون للقتل والعدوان، ويكفرون الناس بغير حق ويفسرون القرآن والسنة لطريقة تحقق أغراضهم، إنما يكذبون على الله ورسوله".
     الحضارات الإسلامية، أكثر الحضارات تقدما وانفتاحا

    وأضاف جلالة الملك في نفس السياق، "كما يستغلون بعض الشباب المسلم، خاصة في أوروبا، وجهلهم باللغة العربية وبالإسلام الصحيح لتمرير رسائلهم الخاطئة ووعودهم الضالة"، مضيفا أن "الإرهابيين والمتشددين يستعملون كل الوسائل لإقناع الشباب بالانضمام إليهم، ولضرب المجتمعات المتشبعة بقيم الحرية والانفتاح والتسامح".
    وأوضح جلالته، أن "عددا من الجماعات والهيآت الإسلامية تعتبر أن لها مرجعية في الدين، وأنها تمثل الإسلام الصحيح. مما يعني أن الآخرين ليسوا كذلك. والواقع أنها بعيدة عنه وعن قيمه السمحة"، مؤكدا أن ذلك "هو ما يشجع على انتشار فكر التطرف والتكفير والإرهاب". ذلك أن دعاة الإرهاب، يقول جلالة الملك، "يعتقدون بأنه هو السبيل إلى الإسلام الصحيح. فعلى هؤلاء أن ينظروا إلى أي حد يتحملون المسؤولية في الجرائم والمآسي الإنسانية التي تقع باسم الإسلام".
    وحذر جلالته من خطر استهداف الإرهاب، قائلا: "فكلنا مستهدفون. وكل من يفكر أو يؤمن بما قلته هو هدف للإرهاب. وقد سبق له أن ضرب المغرب من قبل، ثم أوروبا والعديد من مناطق العالم"، كما دعا في هذا الصدد، المسلمين والمسيحيين واليهود، إلى "الوقوف في صف واحد من أجل مواجهة كل أشكال التطرف والكراهية والانغلاق".
    وعرج الخطاب الملكي على تاريخ الحضارة الإسلامية التي كانت أكثر تقدما وانفتاحا، في تاريخ البشرية، قائلا: "تاريخ البشرية خير شاهد على أنه من المستحيل تحقيق التقدم في أي مجتمع يعاني من التطرف والكراهية لأنهما السبب الرئيسي لانعدام الأمن والاستقرار"، مضيفا بالقول "كما أن الحضارة الإنسانية حافلة بالنماذج الناجحة التي تؤكد بأن التفاعل والتعايش بين الديانات يعطي مجتمعات حضارية منفتحة تسودها المحبة والوئام والرخاء والازدهار...وهو ما جسدته الحضارات الإسلامية، وخاصة ببغداد والأندلس، التي كانت من أكبر الحضارات الإنسانية تقدما وانفتاحا".
    ودعا جلالة الملك محمد السادس، مغاربة الخارج بالتشبث بالقيم الدينية السمحة وبتقاليد بلدهم العريقة، في مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب الغريبة عنهم، منوها بهم "أن يكونوا دائما في طليعة المدافعين عن السلم والوئام والعيش المشترك في بلدان إقامتهم".



    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى