الرباط
بريس
أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي
محادثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري تناولت عودة مصر للعب دورها الإقليمي
خاصة في ملف العراق، ثم رفع التجميد عن المساعدات الأميركية لمصر وبينها صفقة
طائرات الأباتشي.
وقال كيري عقب اللقاء "جئت إلى
هنا للتأكيد على متانة الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة ومصر
وللتشاور حول الأوضاع المهمة التي نواجهها في المنطقة، وخاصة في العراق وليبيا"، موضحا أن "طائرات الأباتشي سيتم تسليمها لمصر
قريبا في رسالة إلى أن
واشنطن أوقفت تجميد مساعداتها لمصر وأنها تدعم الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي".
وقال مراقبون إن زيارة جون
كيري وزير خارجية أميركا للقاهرة تصب في اتجاه التباحث حول الدور الذي يمكن أن
تقوم به مصر في العراق، مؤكدا أن هذا المدخل يمكن أن يكون مدخلا لطي صفحة الخلافات
الثنائية التي عقبت الإطاحة بحكم الإخوان الذين كانت واشنطن تراهن عليهم كورقة
لديها.
كما أن واشنطن تحتاج القاهرة حاليا في
العراق، لاعتبارات بينها الهدوء الذي تتسم به العلاقات بين القاهرة وطهران، حيث
جرت لقاءات ومشاورات دبلوماسية أخيرا بينهما حول العراق، فضلا عن أن مصر تستوعب
عددا كبيرا من الرموز الوطنية العراقية بصورة تسمح بالتفاهم حول شخصية وطنية تحل
بديلا عن نوري المالكي، الذي تحول إلى عبء على كاهل كل من واشنطن وطهران.
وجاءت زيارة كيري عقب يومين من زيارة
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقاهرة وعقده لقاء قصيرا مع الرئيس
عبدالفتاح السيسي في الطائرة الملكية بمطار القاهرة.
وكانت زيارة نبيل فهمي وزير خارجية
مصر السابق قبل شهرين للولايات المتحدة قد خلفت انطباعات قوية بهذا المعنى، حيث
ظهرت إرهاصات دلت على انفراج في بعض القضايا الاقتصادية والأمنية، وعدلت واشنطن من
مواقفها الداعمة للإخوان، ثم رحبت بالانتخابات الرئاسية في مصر، وشددت على استكمال
مسيرة خارطة الطريق، ومضت التطورات خلال الأسابيع الماضية على وتيرة متقدمة، لكنها
بطيئة.
وفي محاولة لتأكيد تحسن العلاقات، كما
أعلن مسؤولون أميركيون عن إفراج واشنطن عن 572 مليون دولار (420 مليون يورو) من
المساعدة المخصصة لمصر التي جمدت في أكتوبر الماضي، قبل نحو عشرة أيام بعد حصولها
على الضوء الأخضر من الكونغرس.
وهذه الشريحة تمثل قسما من المساعدة
الأميركية الأساسية إلى حليفها العربي الكبير (1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار
دولار كمساعدة عسكرية).
0 comments :
إرسال تعليق