لماذا يكرهوننا؟ بقلم سالم الكتبي - الرباط بريس لماذا يكرهوننا؟ بقلم سالم الكتبي - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    السبت، 17 يناير 2015

    لماذا يكرهوننا؟ بقلم سالم الكتبي




    لماذا يكرهوننا؟


    سالم الكتبي
    --

    لماذا يكرهوننا؟ هذا السؤال الشهير الذي طرح في الدوائر والأوساط السياسية الأمريكية عقب اعتداءات 11 سبتمبر 2001 مباشرة، وكان يقصد به البحث في أسباب كراهية المتطرفين الاسلاميين للولايات المتحدة الامريكية، هذا السؤال أيضا ينبغي أن يكون محور نقاشات بحثية موسعة في عالمنا العربي والاسلامي أيضا، ولكن بصيغة مختلفة هذه المرة، بمعنى إننا من يفترض أن يطرح هذا السؤال على نفسه للبحث في جذور ثقافة الكراهية المنتشرة في فكر التنظيمات المتطرفة والتي تدفعها إلى سفك الدماء والقتل والعنف من دون تفرقة بين مسلم وغير مسلم، فهم يكرهون العالم أجمع رغم التباين الظاهري بين هذه التنظيمات في مسألة العدو القريب والعدو البعيد وغير ذلك من أمور تبدو خلافية في ظاهرها ولكنها لا تعني شيئا في جوهرها، لأن هذا التباين يتعلق بهدف القتل ولا يرتبط بخلاف حول فكرة القتل وسفك الدماء ذاتها.
    يدرك الباحثون في ملف جماعات الاسلام السياسي أن هذه الجماعات تتبنى القتل والذبح وسفك الدماء منهجا مع خلاف ظاهري المستهدف بالقتل، فابن لادن ومن بعده تنظيم القاعدة كان يرى، ولا يزال، أن الجميع ينبغي ان يطكون هدفهم محاربة الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها "رأس الكفر" كما كان يصفها أو العدو البعيد، أما تنظيم داعش فينطلق من رؤية مؤسسه الزرقاوي من ضرورة التركيز على قتال مايصفه بـ "الأنظمة الكافرة" أو العدو القريب ويرى أن قتال العدو القريب أولى من قتال العدو البعيد. وينطلق داعش في رؤيته هذه من تكفير أنظمة الحكم ومن يواليها من الشعوب، أي من ينصاع لحكمها!! ومن ثم فالتكفيرية هي منهج هذا التنظيم الدموي الذي يدفعه إلى ممارسة القتل ليل نهار كما يتابع الجميع في أشرطة الفيديو التي يبثها التنظيم.
    الخلاصة إذا أنه لا فرق في استهداف هذه التنظيمات للبشرية سواء تمثلت في الدول العربية والاسلامية وشعوبها أو في الدول الغربية. ومن ثم فلا داعي لأن يفرق البعض بين هذه التنظيمات أن يعتقد أنها تحارب الغرب كما تزعم أو غير ذلك، بل هي العدو الأول للاسلام في حقيقة الأمر وليس غير ذلك. فمن تابع ردود الأفعال حول مذبجة فرنسا الاسبوع الماضي يدرك حجم الضرر الذي لحق بالاسلام والمسلمين جراء هذا الفعل البغيض لمرتكبي الجريمة، التي فتحت المجال واسعا لأعداء الاسلام لاطلاق سهامهم تجاهه، ومحاولة النيل منه وتشويهه مستغلين مايفعله بعض الجهلاء من أتباع هذا الدين الحنيف.
    تحولت صحيفة نكرة لا يتابعها أحد في فرنسا أو غيرها إلى واحدة من أشهر الصحف، كما تحولت إلى رمز لحرية التعبير مع أن الجميع كان يدرك سوء فعلها الذي لم تكن له علاقة بحرية الرأي والتعبير بقدر ماكان يمثل فخا للجهلاء والاغبياء. كما استغل أعداء الاسلام الجريمة وقفزوا على الخط الفاصل بين الاسلام كدين سماوي حنيف من ناحية والتطرف والمتطرفين والارهابيين من ناحية ثانية، وغابت الفروقات التي كانت تلوح عادة عند الحديث ولولا حكمة الدولة الفرنسية وغيرها من دول أوروبا مثل ألمانيا وغيرها لحدث ما لايحمد عقباه على صعيد الاساءة للاسلام والنيل من الجاليات المسلمة في هذه البلاد، حيث احتفظ الخطاب السياسي الفرنسي بعقلانية ورصانة شديدة تفصل تماما وبوضوح تام بين الاسلام والحرب ضد الارهاب.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى