نيجيريا المكتوية بإرهاب (بوكوحرام) تلتمس تكوين أئمتها في المغرب - الرباط بريس نيجيريا المكتوية بإرهاب (بوكوحرام) تلتمس تكوين أئمتها في المغرب - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الثلاثاء، 27 مايو 2014

    نيجيريا المكتوية بإرهاب (بوكوحرام) تلتمس تكوين أئمتها في المغرب



    الرباط بريس
    أعلن جلالة الملك محمد السادس موافقته على طلب المجلس الإسلامي النيجيري وهيئة الإفتاء بنيجيريا والمتعلق بتكوين أئمة من نيجيريا بالمملكة المغربية . و قام برفع الطلب إلى أمير المؤمنين ، الشيخ الشريف الابراهيم صالح الحسيني ، رئيس هيئة الافتاء والمجلس الاسلامي النيجيري، باسم العلماء وكذا الهيئات التي يرأسها في نيجيريا. و قد أمر جلالة الملك وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدراسة الجانب الإجرائي والتطبيقي المتعلق بالاستجابة لهذا الطلب .
    و إذا كان المغرب قد استجاب لطلبات مماثلة في الآونة الأخيرة من لدن عدد من البلدان الإفريقية و العربية، فإن الملتمس النيجيري يكتسي طابعا خاصا ، اعتبارا للظرفية التي تمر منها نيجيريا حاليا، والمتسمة بتصاعد المد التطرفي، خاصة على يد جماعة (بوكو حرام)  الإرهابية، و التي برزاسمها مؤخرا بسبب اختطافها لعدد من فتيات المدارس البريئات ، و هو ما ألحق ضررا بصورة الإسلام في نظر العالم الغربي ، حيث تزعم تلك الجماعة الإرهابية أنها تحاول فرض الشريعة الإسلامية الحقيقية، وحاولت إرغام بعض المختطفات على الدخول في الإسلام عنوة.
     و لذلك فإذا كانت الهيئة الدينية النيجيرية قد التجأت إلى المغرب لتكوين أئمتها، فهي تروم من وراء ذلك الإستفادة من المنهاج المغربي المرتكز على مبادىء الإسلام السمحة ، و المتمسك بمبادىءالإعتدالية و الوسطية التي تستمد جذورها من المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية ، و إشاعة مبادئ الإسلام الصحيحة فوق الربوع النيجيرية.
    وقد أشارت دراسة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية  الذي يوجد مقره بواشنطن، إلى أن الخصوصية المغربية في المجال الديني تقوم على أربعة ركائز، تتمثل في الدور المركزي لمؤسسة إمارة المؤمنين التي تضع المغرب في منأى عن أية مزايدات وتأويلات سياسوية للدين، ثم المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية كحصن ضد التطرف، إضافة إلى التصوف الذي يدعو إلى الفضائل الروحية والعمل الإيجابي على أرض الواقع .

    وتحدث  مركز التفكير الأمريكي "فورين بوليسي" من جهته، عن  ضرورة "الإستناد إلى إمارة المؤمنين في الاستراتيجية الرامية إلى إلى مكافحة آفة الإرهاب والتطرف الديني بغرب إفريقيا والساحل" مؤكدا  أن الوضع الديني لملك المغرب "يمكن أن يشكل  عماد تحالف إقليمي ملتزم بالمهة النبيلة المتمثلة في هزم الإسلامين المتشددين ".
    و كان المغرب  قد وافق على طلبات تعاون في الشأن الديني تقدمت بها كل من مالي و تونس وليبيا  وغينيا، في تكوين الأئمة، مما يكرس المكانة الروحية والحضارية التي يحضى بها المغرب إقليميا ودوليا ، باعتباره نموذجا رائدا في التعايش الديني، وكذا في الإستقرار المذهبي الذي ينعم به والذي أعطاه هذه المكانة.
    و قد وقع المغرب مع دولة مالي، خلال حضور جلالة الملك حفل تنصيب الرئيس بوباكار كيتا في  20 شتنبر  2013 ، على اتفاق يهم  تكوين 500 إمام مالي في المغرب خلال السنوات المقبلة،مخصص لدراسة المذهب المالكي والتعاليم الفقهية والأخلاقية التي تنبذ كل أنواع الغلو والتكفير.  و تعزز هذا السياق الديني   خلال الجولة الملكية التي شملت من  18 فبراير إلى   8 مارس    2014 دول  مالي والكوت ديفوار وغينيا كوناكري والغابون.وكانت الجولة مناسبة أحيت البحث في شعبة العلاقات الدينية بين المغرب ودول جنوب الصحراء، خاصة فيما يتعلق بالمذهب المالكي والإسلام الصوفي، و تزايد أتباع الطرق الدينية ذات المنشأ المغربي في تلك الدول. 
    و قد تكرس هذا المسعى ،حينما أشرف الملك محمد السادس الاثنين 12 ماي الجاري  بالرباط، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات ، والموجه لاستقبال الطلبة المغاربة والطلبة المنحدرين من بلدان عربية وإفريقية، في إطار تنفيذ استراتيجية ترمي إلى تلقين الأجيال الجديدة من الأئمة و المرشدين و المرشدات قيم الإسلام الوسطى، بهدف تحصين المغرب من أخطار التشدد، والحفاظ على هويته القائمة على الإعتدال والانفتاح والتسامح، وكذا تعزيز إشعاعه الديني.

    وانسجاما مع نفس التوجهات ، شدد العاهل المغربي في رسالة وجهها للإجتماع الدولي الثالث لأتباع الزاوية التيجانية المنعقد بفاس الأربعاء 14 ماي 2014 ، على أن المجتمعات الإسلامية بحاجة  إلى تضافر الجهود من أجل التصدي للتطرف الأعمى ونزوعات الانفصال والانقسام بالتعبئة الجماعية لكافة الدعاة إلى الإسلام الوسطي، ومنهجه السني في ديار الإسلام،  لسد الطريق أمام دعاة التطرف والإرهاب والتجزئة والانقسام، والمذاهب الضالة.







    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى