باحثون يُناقشون إشكالية التلقي لدى جمهور الخطاب الإعلامي الديني - الرباط بريس باحثون يُناقشون إشكالية التلقي لدى جمهور الخطاب الإعلامي الديني - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الأحد، 27 أبريل 2014

    باحثون يُناقشون إشكالية التلقي لدى جمهور الخطاب الإعلامي الديني



    الرباط بريس
    على مدار ثلاثة أيام، 24و25و26، من أبريل الجاري، اجتمع باحثون وأكاديميون وإعلاميون من المغرب ولبنان والجزائر وتونس ومصر، بدعوة من المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال، وبشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، لمناقشة مسألة "الخطاب الإعلامي الديني وإشكالية التلقي، من ينتج المعاني ومن يستهلكها"، حيث عقدت ثلاث ندوات في كل من تطوان والمضيق وشفشاون، تقدم من خلالها الباحثون والدارسون بعروض لمقاربة الإعلام الديني.
    وتميز اليوم الأول والثاني بتقديم عروض حول المنتج للخطاب الديني وعن أساليب التلقي التي تبقى ملتبسة وتثير الشكوك والريبة والخوف بالنظر إلى طبيعة المتلقي المتشظية من حيث درجات التأويل والإدراك.
    وتركزت العروض المقدمة من قبل الباحثين والدارسين على حصر النقاش حول الإعلام الديني الصادر عن الجرائد والصحف الورقية والفضائيات، أما خلال اليوم الثالث، فقد فضل المنظمون الانتقال إلى مدينة شفشاون لعقد الندوة الأخيرة حول موضوع 'السينما والخطاب الإعلامي الديني' ساهم في تنشيطها ثلة من الأساتذة الباحثين والمختصين.
    مفهوم الإعلام الديني والإعلام الإسلامي
    أما الإعلامي الجزائري، محمد بغداد، فقد ذهب إلى أن التيارات الإسلامية، تبالغ أحيانا في الاعتماد على الممارسة الإعلامية، كأداة إستراتيجية في إطار خطتها التبشيرية العامة، التي تريد الحصول من خلالها على تحقيق السيطرة، وتوسيع النفوذ على الفضاء الاجتماعي، تمهيدا لانجاز مشاريعها المتصورة، غير أن هذه التيارات، حسب رأي بغداد، لم تكمل انجاز تصور شامل لمفهوم الإعلام في حد ذاته، وإن كانت أدبياتها متفقة على الإطار المفاهيمي العام لهذا المفهوم.
    واعتبر بغداد، وهو إعلامي وأستاذ جامعي، أن مفهوم الإعلام من طرف الذهنية الدينية ذو طابع ريادي متميز في وجهته وأهدافه، ومبادئه ومقاصده، وعرضه وأسلوبه، ذلك لأنه يستمد من معين البلاغ القرآني المعجز، والخطاب النبوي الجامع المانع، لأنه من وجهة النظر الدينية له مهمة محددة، يجب الالتزام بها، والتقيد بضوابطها ولا يجب الخروج عنها أو التفريط في قواعدها، وهي المهمة التي تقوم على تبليغ نقل مضامين الوحي المعصوم، ووقائع الحياة البشرية المحكومة بشرع الله، فنقل مضامين الوحي المعصوم ووقائع الحياة البشرية فقط، منها المحكومة بشرع الله، هي مهمة هذا الإعلام أما خارج وقائع الحياة البشرية غير المحكومة بشرع الله، وغير مضامين الوحي المعصوم، فلا علاقة للإعلام بها في الذهنية الدينية.
    وبالتوقف عند مصطلح مضامين الوحي، وقائع الحياة البشرية المحكومة بالشرع، يخلص الباحث الجزائري بالقول: "نجد أنفسنا أمام عبارة مفتوحة على الكثير من الاحتمالات، كون المعني الذي تأخذه كلمة مضامين، ليست الحقائق ولا الأحكام، ولا الأوامر الدينية، وإنما تشمل كلمة مضامين كل المعاني المستنبطة من النصوص الدينية، والتي تحددها العقول البشرية المستجوبة للنصوص الدينية، مما يجعلنا أمام فضاء مفتوح من المعاني والمضامين، التي يكون على الإعلام باعتباره وسيلة مهمتها الترويج والتعريف بها، ويلحق بهذه المهمة مهمة أخرى، تتمثل في وقائع الحياة البشرية، وبالطبع فقط المحكومة بشرع الله، وعلى هذا الأساس يكون كل ما هو ليس مضامين للوحي، وما ليس وقائع محكومة ليست مستثناه من مهمة الإعلام الديني، كما يتصور البعض، ولكنها مندرجة في المستوى المسكوت عنه في المهمة".
    من جهته يرى الإعلامي المغبي يونس إمغران، أن "الإعلام الإسلاميي يشاطر الإعلام الديني في سعيه إلى تكوين رأي عام صائب، ويعي الحقائق الدينية ويدركها، ويتأثر بها في معتقداته وعباداته ومعاملاته، إلا أنه يختلف معه في الحرص على تحديد هوية القائمين به من الناحية المهنية والتقنية، إذ لا بد أن يكون القائم به عالما ومتخصصا في وسائل الإعلام الحديثة والمتطورة، فضلا عن إلمامه وتمكنه من العلم بالشريعة والعقيدة ولو في حده الأدنى والمطلوب".
    وذهب إمغران إلى أن "الإعلام الإسلامي برهن على قدرته في التفاعل مع هذه الوسائل، وعلى تطويعها والتماهي معها بشكل جعلها أكثر عطاء واستقطابا وإقناعا لجمهور المتلقين".
    السينما والخطاب الإعلامي الديني
    الندوة الثالثة، والتي عقدت في مدينة شفشاون، فتمحورت حول'السينما والخطاب الإعلامي الديني'، ساهم في تنشيطها أحمد الدافري، أستاذ باحث في الإعلام، إضافة مجموعة من العروض تقدم بها ثلة من الأساتذة الباحثين والمختصين.
    مصطفى الكيلاني، ناقد سينمائي مصري، تطرق في مداخلته إلى نماذج من السينما المصرية التي تطرقت إلى تيمة التطرف الديني من خلال التوظيف الخاطئ للدين، حسب رأيه، استنادا إلى مجموعة من المشاهد لمجموعة من الأفلام خلال الفترة الممتدة من السبعينات إلى التسعينات، وخص إلى محاولته لربط الإرهاب بجماعة الإخوان المسلمين.
    بدوره تقدم محمود معروف، مدير مكتب القدس العربي بالرباط، ببعض الملاحظات انصبت في رفضه التام لربط الإسلام بالتطرف الديني ولا الإرهاب بالإخوان المسلمين، و"هذا يمكن اعتباره من بين الأخطاء المرتكبة من طرف وسائل الإعلام" يقول معروف.
    أما عبد الحق بن رحمون، الإعلامي المغربي بجريدة الزمان اللندنية، فقد أكد على أهمية موضوع السينما والخطاب الإعلامي الديني، حيث خلص في مداخلته القصيرة والمركزة إلى طرح سؤال حول ما إذا كانت السينما المغربية قد استطاعت أن تعالج قضايا مرتبطة بالمجال الديني دون إحداث أي ضرر بأية جهة.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى