المغرب والجزائر بين عقدة حرب الرمال وتبني الكراهية والمؤامرة - الرباط بريس المغرب والجزائر بين عقدة حرب الرمال وتبني الكراهية والمؤامرة - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الخميس، 8 سبتمبر 2016

    المغرب والجزائر بين عقدة حرب الرمال وتبني الكراهية والمؤامرة

          

    بقلم : خالد عبداللطيف.
    مرت عقود طويلة والعلاقات المغربية الجزائرية متوترة الى أقصى الحدود، ومنذ اندلاع الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر وليبيا، والأجواء الديبلوماسية بين البلدين يشوبها الحذر والغموض وسوء الفهم، من أجل أن يظل المغرب مسـتنزفا على عدة مستويات عسكرية ودبلوماسية وسياسية.
    وقد سعت عدة أحزاب مغربية في مناسبات عدة، بعقد لقاءات مع الإخوة الجزائريين، للعمل على إنضاج الأجواء الملائمة لخلق دينامية جديدة إيجابية على صعيد العلاقات الرسمية وفي كل مرة كان المسؤولون الجزائريون، يؤكدون أن التعاون بين المغرب والجزائر ممكن إلا موضوع الصحراء فإنه بيد الأمم المتحدة.
    لماذا تكره الجزائر المغرب؟

    سؤال وجيه سبق أن طرحه العديد من السياسيين، والمراقبين الدوليين وخبراء العلوم السياسية، لقد كانت الجزائر وماتزال تسعى جاهدة على انتزاع تصريح من المنتظم الدولي في 10 ديسمبر1975 "بأن تصفية الاستعمار لم تتم" ،وهذه المناورات من الجزائر كان لها هدف واحد ووحيد، هو جعل ملف الصحراء يبقى مفتوحا، في حين يحاول المغرب إغلاقه وظلت الجزائر منذ استقلالها إلى اليوم، حريصة على وضع مشكل الصحراء في قائمة أولوياتها، من خلال نهج  سياسة المعارضة من أجل المعارضة ،لأي مقترح يحل مشكل الصحراء والإبقاء على أن يظل الباب مغلقا كلما كانت هناك محاولة من جانب المغرب، أو من قبل الوسطاء لإيجاد مخرج  حينما يلوح بصيص من الأمل.
    ولقد عملت الجزائر على تداول ورقة البوليساريو ك"حركة" لها الحق في تقرير المصير، في مواجهة لشرعية المغرب، لتواجهه بصحرائه من جهة، والإقرار بالسيادة للمغرب من خلال منطوق محكمة لاهاي، وتأكيد الاستفتاء من جهة ثانية، في حين سعت الجزائر بحركية فائقة الى تطبيق مخططاتها في القرارات الدولية ذات الصلة سنة بعد سنة، منذ مؤتمر كولمبو لعدم الانحياز ( ستنبر1976) من خلال تأييدها أنها لا تعترف باتفاقية مدريد وأنها ستقاومها بكل الوسائل.
    لقد عاش المغرب  لحظات عصيبة عبر عدة محطات تاريخية  مع البروبجندا التي تنهجها الجزائر ضد جار تجمعه معه روابط اللغة والدين والانتماء القاري، من خلال تأليب المنتظم الدولي ضد المغرب سواء في وضع صعوبات أمام مناقشة انضمام المغرب الى الاتحاد الأفريقي ،لدى إنشائه، كما سعت الجزائر إلى إقصاء المغرب من مجموعة5+5 التي نشأت بالذات في مراكش، واقترحت الجزائر أن تنعقد  اجتماعات المجموعة في إطار أوروبي  إفريقي (عن طريق الاتحاد الإفريقي) ،بدلا من الاطار الأوروبي المغاربي محاولة منها لعب دور المهيمن في المنطقة ، واكتساب موقع يزكي النظر اليها "كدولة محورية".
     ويوجد وراء هذا السعي تفكير قديم في التنصيب كقوة إقليمية، وهذا الحلم تحول إلى  قناعة لدى قادة الجزائر. وهذا الهوس بالتمركز داخل المنطقة المغاربيةهو ما جعل بوتفليقة يتحدث بتاريخ 19/09/2002 أمام المجلس الأمريكي للأعمال فقال:" إن الجزائر دولة رائدة في تعزيز الديموقراطية وهي ذات موقع استراتيجي يجعلها دولة محورية في المنطقة، بوصفها قطبا يعمل على إخماد التوتر، كما صنعت حينما توسطت في النزاع بين ايريتريا واثيوبيا بعد أن فشل آخرون.
    لقد كشفت الجزائر عن كراهيتها للمغرب في عدة مناسبات لم تفوتها للتنديد بالمغرب نذكرمنها :إدانة الجزائر في 22/06/2001 أن يقع اختيار المغرب وصحراؤه كممر للحاق دكار( رالي باريس/ دكار). والتنديد أيضا بفكرة اتفاق الاطار التي اقترحتها الأمم المتحدة في 2001  ووصفتها الجزائر بأنها منحازة للمغرب، بتاريخ 27/06/2001  فوصفتها بأنها تكريس للاحتلال وأخيرا وجهت مذكرة رسمية إلى الأمم المتحدة لإبلاغها رفضها للمقترح. وبعد سلسلة من المناورات الجزائرية التي جعلت الجزائر تنتهز الفرصة في أي لقاء عربي أو إفريقي ودولي ،لتطرح ملف الصحراء، وحين تواجه من طرف الدولة المغربية تصرح بنفاق أن الصراع حول مشكل الصحراء بين المغرب والبوليساريو.

    الجزائر وأكذوبة دفاعها عن صحراويي تندوف

    الجزائر وبطريقة ماكرة تظهر للعالم أنها تدافع عن حق البوليساريو في تقرير مصيره، والحقيقة أن الجزائر هي التي تريد أن تدافع على تقرير مصيرها، كي تبقى متربعة على كل الأراضي التي ورثثها من الاستعمار الفرنسي. ومعلوم أن الحدود الشرقية بين المغرب والجزائر، لم يعترف بها دوليا أي أنها غير مرسومة بطريقة رسمية ضمن أرشيف الأمم المتحدة، وكي لا يطالب المغرب بأراضي هي تحت النفوذ الجزائري، سبق أن ضمتها فرنسا للجزائر، فإن الجزائر تريد أن تلعب على خرافة الاحتفاظ بالحدود الموروثة على الاستعمار ومن أجل تفعيل هذا التوجه ولقطع الطريق أمام المغرب، ولدفعه للبقاء وراء حدوده الموروثة عن الاستعمار الفرنسي والإسباني، خلقت قضية الصحراء، لماذا؟ لكي لا يسترجع المغرب صحراءه وعدم استرجاع المغرب لصحرائه، معناه تطبيق أسطورة الاحتفاظ بالحدود الموروثة على الاستعمار، ومنه كذلك تضرب الجزائر ثلاثة عصافير بحجر واحد.
    العصفور الأول: التحقيق الفعلي للاحتفاظ بالحدود الموروثة على الاستعمار، وهذا يمنع المغرب من المطالبة بأي شبر مما أخذ من أراضيه قد ضم ظلما وعدوانا للجزائر.
    العصفور الثاني : إضعاف المغرب اقتصاديا وسياسيا وجغرافيا.
    العصفور الثالث: خلق "دويلة" تدور في فلك الجزائر (الولاية49) والتي تديرها تندوف.
    لقد عبر المغرب بشكل حضاري وبأريحية راقية، مد اليد للجارة الجزائر من خلال فتح الحدود بين البلدين، واستقبال كل المواطنين الجزائريين بما فيهم الفنانين (الشاب خالد والسكتور) ورغبة المغرب في تحقيق وحدة المغرب العربي والإفراج عن الأسرى الجزائريين، لكن الجزائر ظلت مصرة على عداء المغرب وعرقلة مساعيه سواء في ما يتعلق باستئناف العلاقات الديبلوماسية في1988 .
    إن كراهية الجزائر للمغرب وسوء نواياها يمكن تلخيصها فيما يلي:
    1/ انهزام الجيش الجزائري أمام الجيش المغربي سنة1963 إثر العدوان الجزائري على المغرب على منطقة "بونو" والهجوم على منطقة "حاسي بيضا" و"التينجوب"، تكبدت خلالها الجزائر خسائر مادية وبشرية.
    2/ انهزام الجزائر للمرة الثانية أمام القوات المسلحة الملكية سنة 1976 من خلال هجوم ثلاثة ألوية من الجيش الجزائري وعناصر من البوليساريو على ثلاث جبهات( أمغالاـ المحبس ـ والتيفاريتي) حيث استغرقت المعركة  من الساعة التاسعة صباحا الى  الثالثة بعد الزوال. وتم قتل 70 جنديا جزائريا وأسر 107 جندي وقتل خمس أفراد من قوات البوليساريو.
    3/ رغبة الجزائر في فتح ممر بحري لها على مستوى المحيط الأطلسي.
    4/ الاحتفاظ بالحدود الموروثة عن الاستعمار.
    5/ الرهان على اكتساب موقع الريادة في المنطقة ولها الكلمة الفصل في كل المنازعات بالمنطقة.
    6/ عقدة الجزائر من السلام والاستقرار الذي ينعم به المغرب بالمنطقة وانفتاحه على كل القارات.
    7/ الحرج الذي وقعت فيه الجزائر من خلال خطاب الملك محمد السادس سنة2005 بمنح حكم ذاتي حقيقي للصحراويين وفي أقرب وقت ممكن.

    خلاصة القول أن النقاش الأكاديمي والسياسي قاصر على وضع حل متكامل لمشكلة الصحراء، لكن الأساسي في هذا الملف أن المغاربة لايقبلون ب"جمهورية الوهم" بل يتشبثون بالمؤسسة الملكية، وأن موقف الجزائر وإن ظل يدور في فلك العصبية ونظرية المؤامرة ضد المغرب، فإن هذا الأخير يمتلك الشرعية التاريخية والدينية بل حتى القانونية في الصحراء المغربية، وستظل مقولة عاهل البلاد راسخة في قلوب المغاربة في الذكرى  التاسعة والثلاثين  للمسيرة الخضراء أن ( المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها) الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى