نقابات تدعو إلى إضراب في الوظيفة العمومية يوم الخميس القادم

أياما قليلة فقط بعْدَ المسيرة الاحتجاجية التي شهدتْها مدينة الدار البيضاء نهاية الأسبوع الماضي، أعلنتْ المركزيات النقابية الثلاث (الاتحاد المغربي للشغل، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الفدرالية الديمقراطية للشغل (جناح العزوزي)، تصعيدِ موقفها ضدّ الحكومة، وذلك بدعوتها إلى إضراب وطنيّ عامّ في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية يوم الخميس 10 دجنبر الجاري.

وانضمّتْ نقابةُ الاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب إلى "التحالُف النقابيّ الثلاثي"، وبات مؤكّدا أنّ الذراع النقابي لحزب الاستقلال المعارض سيشارك في الإضراب الوطني ليوم الخميس القادم، حسبَ ما أكده عبد الرحمان العزوزي، عن الفدرالية الديمقراطية للشغل، في اتصال مع هسبريس. وكان الاتحاد العامّ للشغالين قد شارك في مسيرة الدار البيضاء يوم الأحد الماضي.

نداءٌ صادر عن نقابة الاتحاد المغربيّ للشغل أوضح أنّ "الدعوة إلى الإضراب الوطني في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية تأتي في ظلّ التدهور الكبير للقدرة الشرائية لعموم الأجراء والطبقات الشعبية، ومنهم الموظفون والموظفات، نتيجة الزيادات المهولة والمتتالية في أسعار المواد الأساسية والخدمات، وضرب صندوق المقاصة، وتجميد الأجور، وإغراق البلد في المديونية".

وأعلنَ الاتحادُ المغربيّ للشغل أنّه سيخوض الإضراب الوطني "بمعيّة حلفائه النقابيين"، وحمَلَ نداء وجّهه للموظفين اتهاما للحكومة بـ"التملص من تنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 أبريل 2011، وتربصها المتواصل بمكتسبات الموظفين في مجال التقاعد، عبر الرفع من الاقتطاعات من الأجور، وتمديد مدة العمل إلى 65 سنة، وتخفيض معاشات التقاعد بنسبة تزيد عن 20%".

وبإعلانِ المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية خوْض إضراب وطني تكونُ قدْ شرعتْ في تفعيل الخطواتِ الاحتجاجية الخمس التي حدّدها "التحالف النقابي الثلاثي"، قبل انضمام نقابة الاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب إليه، والتي ابتدأتْ بمسيرة الدار البيضاء يومَ الأحد الماضي.
وأكّدَ عبد الرحمان العزوزي أنّ النقابات الأربع عازمة على تنفيذ الخطوات الاحتجاجية التي سطرتها.

وأوضح المتحدّث في هذا الصدد أنَّ النقابات العمالية المتحالفة ستقوم بتجمّع رمزي يوم 8 دجنبر الجاري بمدينة الدار البيضاء، بمناسبة تخليد ذكرى اغتيال المناضل النقابي التونسي فرحات حشاد، يعقبه إضراب وطني في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية يوم 10 دجنبر.
ويبْدو أنَّ المركزيات النقابية عازمة على المُضيّ في التصعيد ضدّ الحكومة، إذ تعتزمُ خوْضَ اعتصام، لمْ يتحدّد موعده أوْ مكانه، حسب ما صرح به العزوزي لهسبريس.

وسترفعُ المركزيات النقابية المعنية خلالَ الإضراب الوطني في الوظيفة العمومية والجماعات المحلية، والذي يمتدّ 24 ساعة، عددا من المطالب، على رأسها الزيادة في الأجور والمعاشات، وتخفيض الضغط الضريبي عن الأجور، ورفع سقف الأجور المعفاة من الضريبة إلى 6000 درهم شهريا.

كما تطالب المركزيات النقابية الحكومة باعتماد مقاربة تشاركية وشمولية لإصلاح الصندوق المغربي للتقاعد.

ويظهرُ أنّ ثمّة هوّة سحيقة تفصل بين الحكومة والمركزيات النقابية الداعية إلى الإضراب الوطني يوم الخميس القادم؛ وهُوَ ما أكده عبد الرحمان العزوزي، الذي أشار إلى أنَّ تصريحات نسبتها إحدى الجرائد الوطنية أمس الجمعة إلى رئيس الحكومة، وتحدّث فيها بلهجة تصعيدية ضدّ النقابات، خلّفت استياء وسط المركزيات النقابية. وقال العزوزي: "للأسف، بدلَ أن يبحث رئيسُ الحكومة عن الحلول يسعى إلى تعقيد الأمور".

12:27 م