اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بالقمة العربية المقررة في الكويت وما تواجهه من تحديات، وبمسار مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، والأزمة السورية وتطورات أزمة سد النهضة الإثيوبي.
ففي قطر، شكلت القمة العربية التي ستلتئم يومي 25 و26 مارس الجاري في الكويت وما تواجهه من تحديات، والسياسية الاستفزازية التي تنهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة أبرز الملفات في اهتمامات الصحف القطرية.
فقد طالبت صحيفة (الراية) الدول العربية بالعمل على تطوير العمل العربي المشترك بحيث تتحول الجامعة العربية إلى جامعة لخدمة الشعوب وليس لخدمة الحكومات"، داعية إلى الانتقال إلى مرحلة بناء شراكات جديدة بين الدول العربية ومختلف الدول والتكتلات الدولية والإقليمية بما يفرضه الواقع وتمليه التحديات "من أجل بناء فضاء اقتصادي عربي، وخلق مجموعات دولية ضاغطة لمواجهة المخاطر التي تهدد العالم العربي.
وشددت الصحيفة على أهمية أن "يدرك العرب أنهم أمام مرحلة تاريخية مهمة تقتضي استعادة المبادرة العربية في ما يتعلق بالقضايا والأزمات العربية ومن بينها القضية الفلسطينية، بحيث يتم التحرك الناجع والتحسب لأي إخفاق في مفاوضات السلام التي تقودها أمريكا، بطرح الحلول البديلة والتحرك الدبلوماسي الفاعل لكسر حالة الحصانة التي تتمتع بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أي مساءلة أو متابعة قضائية أو ردع عقابي لجرائمها، ولعدم التزامها بأسس تحقيق السلام ولخرقها المتواصل للقوانين والشرعية الدولية، فضلا عن اتخاذ موقف عربي فاعل يفضي إلى حل سياسي للأزمة وينهي مأساة الشعب السوري".
من جهتها، ترى صحيفة (الوطن) أن مسيرة العمل العربي المشترك "تحتاج باستمرار إلى تجديد المواقف الأصيلة التي تقوم على خطط سليمة نابعة من الوعي الكبير بما يواجه الأمة العربية من تحديات شائكة في شتى المجالات من سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وحضارية".
وتعليقا على السياسية الاستفزازية التي تنهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة سجلت صحيفة (الشرق) أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي "تحدت وبشكل فاضح أمس المشاعر الدينية للمسلمين عموما، والفلسطينيين خصوصا باحتلالها مداخل البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وحشد ونشر المئات من جنود وشرطة الاحتلال في أرجائها منذ ساعات الصباح الباكر لتأمين الماراثون الإسرائيلي التهويدي بدلا من أن يتم أداء صلاة الجمعة في الأقصى المبارك".
ودعت الصحيفة الدول والمنظمات العربية والإسلامية والدولية والإنسانية وقوى الخير المحبة للسلام في العالم إلى اتخاذ كل ما من شأنه وضع حد لهذه الممارسات والتصدي لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية تسييس الرياضة والعبث بالمشاعر الدينية للمسلمين ووقف الاقتحامات والانتهاكات والاعتداءات على حرمة المسجد الأقصى المبارك".
ومن جانبها، اهتمت الصحف الأردنية بخلفيات التصعيد الأخير في هضبة الجولان السورية المحتلة والحدود اللبنانية-الإسرائيلية، على خلفية عمليات استهدفت الجيش الإسرائيلي، ورد الأخير بقصف مواقع عسكرية سورية وأخرى لحزب الله بجنوب لبنان.
وتساءلت صحيفة (الغد)، كيف يمكن تفسير التحركات "الاستثنائية وغير المسبوقة" على جبهة الجولان، من خلال حادثة إطلاق إسرائيل النار، مطلع الشهر الحالي، على من قالت إنهما عنصران من حزب الله اللبناني كانا يحاولان زرع عبوات متفجرة على الجبهة الهادئة منذ أكثر من أربعين عاما، ثم انفجار عبوة أخرى فعلا، الأسبوع الماضي، في جنود إسرائيليين أدت إلى مقتل ضابط بينهم¿
وأضافت أن التفسير الأول يقوم على "نظرية المؤامرة"، وهي تبدو هنا في أن إسرائيل تفتعل الأزمات على جبهة الجولان، بما فيها زرعها هي عبوات ناسفة تطال جنودها، ليكون ذلك ذريعة لعمل عسكري ضد حزب الله في سورية ولبنان. أما التفسير الثاني الأكثر منطقية، فهو أن حزب الله، وإن كان لا يسعى إلى فتح جبهة الجولان الآن، إلا أنه يتخذ الاستعدادات ليوم يظن أنه سيأتي حتما، عندما تقرر إسرائيل أن الفرصة صارت سانحة لهجوم كبير على الحزب بعد أن يستنفد دوره في سورية، ويستنفد أكبر قدر من إمكاناته. وعندئذ، يريد الحزب تشتيت القوات الإسرائيلية، أو على الأقل إيقاع أكبر ضرر بإسرائيل على أكثر من جبهة.
من جهتها، اعتبرت صحيفة (الدستور)، أن إسرائيل ستواصل التصعيد أملا في تحقيق تغيير جذري في قواعد اللعبة والاشتباك، ومن أجل تحقيق ما حددته لنفسها من أهداف على هذه الجبهة : تأمين الجولان المحتل ومستوطنات شمال فلسطين حتى وإن اقتضى ذلك إقامة "شريط حدودي عميل"، ومنع انتقال السلاح "الكاسر للتوازن" إلى حزب الله ... أما الحليفان السوري واللبناني، فمن المتوقع أن يتركا مهمة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية لعمليات "مقاومة" يقوم بها حزب الله أو حلفاء له من سورية وفيها.
واستبعدت الصحيفة اشتراك القوات السورية النظامية في عمليات رد واسعة على الاعتداءات الإسرائيلية، بالنظر لما يمكن أن يترتب على دخول هذه القوات على خط الاشتباك المباشر، "فمن الواضح أن مختلف الأطراف تتجه صوب تصعيد مضبوط، قابل للاحتواء".
وفي مصر نقلت صحيفة (الأهرام) تأكيد الرئيس المؤقت عدلي منصور على أن مصر ستكون حريصة خلال القمة العربية في الكويت الثلاثاء المقبل، على دعوة المشاركين إلى تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، بما يضمن تجفيف منابعه وعدم توفير أي ملاذ آمن للإرهابيين، أو تقديم أي دعم لهم.
كما أبرزت الصحيفة تحذير الرئيس المؤقت لإثيوبيا حول أزمة سد النهضة، حيث كتبت أن عدلي منصور دعا إثيوبيا إلى حوار صريح حول سد النهضة لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها. وأكد أن قضية سد النهضة تمثل تحديا كبيرا أمام شعب وحكومة مصر، نظرا لارتباطها بشكل رئيسي بمياه النيل الذي يعتبر المصدر الرئيسي للمياه للمصريين بنسبة تتجاوز 90 في المائة.
وفي موضوع آخر أشارت صحيفة (الأخبار) إلى أن أحزابا وقوى سياسية انتقدت دعوة علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، الشباب لزيارة المسجد الأقصى، حيث اعتبروها دعوة تطبيع مع إسرائيل.
وقالت إن دعوة المفتى السابق الشيخ على جمعة لشباب المسلمين بزيارة القدس أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية، مؤكدة أن الأحزاب وصفت هذه الدعوة بالغريبة والغامضة وغير المبررة واعتبرتها تطبيعا مع العدو الصهيوني، واعترافا بتهويد القدس وتصفية للقضية الفلسطينية تصب في صالح إسرائيل.
0 comments :
إرسال تعليق