أمدُ حياةِ المغاربة باتَ في مستوى أمد حياة
شعوب البلدان المتقدمة، هذا ما أظهرته أوّل دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، حوْل
الرأسمال غير المادّي، والتي جاءتْ في إطار مساهمة المندوبية في البحث الذي كلّف
الملك محمد السادس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وبنك المغرب، بإعداده،
لقياس الرأسمال غير المادي في المغرب.
نتائج دراسة المندوبية السامية للتخطيط،
التي قُدّمتْ مساء أمس بالرباط، بيّنت أنّ معدّل البقاء على قيد الحياة بالنسبة
للسكان المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و59 سنة، بلغ 920 في الألف سنة 2013، وعرفَ
هذا المؤشرُ ارتفاعا بنسبة 9،6 في المائة بين 1988 و2010.
وأفادت الدراسة بأنّ هذا المؤشر يماثل متوسط
البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة، والتي يبلغ معدل البقاء على قيْد الحياة
فيها 880 لكل ألف نسمة.
وإذا كانَ المغربُ قدْ حقق نتيجة جيّدة
بخصوص رفْع أمَد البقاء على قيْد الحياة، فإنّ مؤشر التربية يظلّ ضعيفا، مقارنة
حتى مع الدول ذات المستوى المتوسط في التنمية البشرية.
ولم تتجاوز نسبة السكان البالغة أعمارهم 25
سنة فما فوق، المتوفرين على مستوى تعليمي أو ثانوي أو جامعي، 29،9% سنة 2013. وعلى
الرغم من الزيادة التي عرفتها هذه النسبة ما بين 1999 و2013، وقدرها 37،2%، فإنها
لا زالت أقلّ من متوسط البلدان ذات المستوى المتوسط في التنمية البشرية، والتي
تسجل 47،5%، وأقل بكثير من المتوسط العالمي، الذي يصل إلى 63،6%.
وعلى مستوى تكافؤ الفرص والحركية
الاجتماعية، كشفت دراسة المندوبية السامية للتخطيط أنّ فرص الوصول إلى مستوى
التعليم الثانوي أو العالي انتقلت من 11،7 في المائة سنة 2011، بالنسبة للأفراد
الذين لم يسبق لآبائهم أنْ ولجوا المدرسة، إلى 89،6 في المائة، بالنسبة للأشخاص
الذين يتوفر آباؤهم على مستوى دراسي.
وأشارت دراسة المندوبية السامية للتخطيط إلى
أنَّ الاستثمار في الرأسمال البشري يساهم في بشكل كبير في تحسين الحركية التعليمية
بيْن الأجيال، مؤكّدةً أنّ التعليم والتجربة المهنية يشكلان عاملين حاسمين في
الارتقاء الاجتماعي، إذ تفوق حظوظ الشخص ذي المستوى التعليمي الأساسي لبلوغ مكانة
اجتماعية أفضل حظوظ من ليس لديه مستوى دراسي، بأزيد من 1.6 مرة (مرة ونصف).
وترتفع حظوظ بلوغ مرتبة اجتماعية أعلى إلى
4،6 مرات بالنسبة للمستوى التعليمي الثانوي، وإلى 16،2 مرة بالنسبة للمستوى
التعليمي العالي. وكُخلاصة، تقول دراسة مندوبية التخطيط، يمكّن الارتفاع بسنة
واحدة في عدد سنوات الدراسة من تحسين فرص الارتقاء الاجتماعي بنسبة 13،7%، في حين
تمكّن زيادة سنة واحدة من التجربة المهنية من تعزيز فرص الحركية الاجتماعية
التصاعدية بنسبة 12%.
0 comments :
إرسال تعليق