خريطة بريطانية: شبح الإرهاب "يبتعد" عن المغرب في 2016

لم تعد أي منطقة في العالم بمنأى عن التهديدات الأمنية، ذلك ما توصلت إليه خريطة صادرة عن مكتبٍ بريطاني للاستشارات، والذي أفاد بأن التهديدات تختلف حدتها من بلد إلى آخر، فالمغرب مثلا مازال يحافظ على تصنيف أفضل مقارنة بباقي الدول المغاربية والإفريقية.

وتظهر خريطة مكتب الاستشارات البريطاني "كونترول ريسك"، أن شبح التهديدات الأمنية يخيّم على العالم بأجمعه، وحتى القارة الأوروبية التي كانت تعد إلى وقت قريب خارج حسابات المخاطر الأمنية، باتت هي الأخرى تعرف تهديدات أمنية، وإن بمستوى "ضعيف".

ويواصل المغرب استثناءه من قائمة الدول التي تعرف تهديدات أمنية مرتفعة أو حتى متوسطة، إذ قدر المشرفون على الخريطة العالمية أن المغرب سيواجه تهديدات أمنية "ضعيفة" خلال العام القادم، بينما تتراوح التهديدات الأمنية في المنطقة المغاربية بين "مرتفعة"، في الجزائر، وليبيا، وموريتانيا، و"متوسطة" في تونس.

وإلى جانب المغرب، الذي يدخل ضمن الدول الأقل تعرضا للتهديدات الإرهابية، حضرت دول عربية أخرى، كالسعودية، والإمارات، وكذا سلطة عمان، بالإضافة إلى قطر، فيما تفاوتت درجة هذه التهديدات بين دول وأخرى، لكن الأكثر خطورة هي تلك التي تعاني منها سوريا والعراق.

تقرير المكتب عدّد الأحداث التي عرفها المغرب خلال الأشهر القليلة الماضية، واعتبر أنها تؤشر على عدم مواجهة المملكة لتهديدات أمنية أو اجتماعية خطيرة، ومن بينها إعلان وزارة الداخلية عن اعتقال عدد من الخلايا النائمة المبايعة لتنظيم البغدادي خلال الأسابيع الماضية.

التقرير، الذي يرسم خريطة الدول المنصوح بالاستثمار فيها، مقابل تلك التي يشكل الاستثمار فيها مغامرة غير محسوبة العواقب، نوه بالمغرب، حيث اعتبره من أكثر دول المنطقة جذبا للاستثمارات الأجنبية، نظرا لما يتمتع به من عوامل الأمن والاستقرار الاجتماعي.

ومقابل ذلك، صنف التقرير ذاته 21 دولة على أنها تواجه تهديدات مرتفعة الدرجة، كموريتانيا ومصر وكوت ديفوار، والسودان وجنوب السودان، وغينيا بيساو، والجزائر، والنيجر، وغيرها من الدول الأخرى التي تشهد تحديات أمنية نتيجة لحروب أهلية أو نزاعات طائفية.

وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط، التي تغلي بالحروب الأهلية والصراعات المسلحة، فقد تمكنت أربع دول فقط من أن تحافظ على تصنيف في قائمة الدول التي تواجه تهديدات أمنية "ضعيفة"، ويتعلق الأمر بكل من قطر، سلطنة عمان، الأردن والإمارات، أما السعودية والكويت والبحرين فقدرت المؤسسة البريطانية أنها تواجه تهديدات أمنية "متوسطة".

ويبقى الرباعي المكون من العراق وسوريا وأفغانستان واليمن أكثر المناطق التي تعاني من تهديدات أمنية "جد خطيرة"، وفق توصيف المؤسسة البريطانية، وذلك لأنها دخلت في نفق مظلم من الصراعات المسلحة الطاحنة ولا توجد مؤشرات على أنها ستخرج منه خلال العام المقبل.

وكانت الخارجية البريطانية قد حذرت رعاياها من السفر إلى أكثر من 60 دولة عبر العالم لدواع ترتبط أساسا بالوضعية الأمنية لهذه البلدان، رابطة ذلك بالتهديدات التي تواجه البريطانيين خلال زياراتهم لمختلف دول العالم، ومحذرة مواطنيها من السفر إلى غالبية دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عدا المغرب.

11:50 ص