وضعت المؤسسة الأمريكية PWC المتخصصة في الافتحاص والاستشارات الاقتصادية، مدينة الدار البيضاء في قائمة المدن الخمسة الأكبر في القارة الإفريقية من حيث حجمها الاقتصادي وذلك في تصنيفها لأهم 20 مدينة الكبرى في القارة السمراء، معتمدة في ذلك على مجموعة من المعايير من بينها البنية التحتية، والنمو الديمغرافي، والرأسمال البشري، والقوة الاقتصادية.
وجاءت العاصمة الاقتصادية للمملكة في المرتبة الرابعة في ترتيب المدن الإفريقية الأكثر دينامية وتطورا، خلف العاصمة المصرية القاهرة، ثم العاصمة التونسية تونس، ومدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، وبرر أصحاب التصنيف احتلال تونس والقاهرة لصدارة الترتيب بكونهما من المدن الأكثر قدما في القارة الإفريقية.
ووضع التصنيف أربعة معايير لتصنيف المدن الإفريقية، أولها معيار البنية التحتية، والذي جاءت فيه الدار البيضاء في المرتبة الرابعة على الصعيد الإفريقي، أما المعيار الثاني والمتعلق بالرأسمال البشري فقد حازت فيه البيضاء على تنقيط ضعيف جعلها خامس المدن الإفريقية في هذا المجال، وفسرت المؤسسة الأمريكية ضعف الرأسمال البشري في الدار البيضاء بارتفاع معدل الجريمة وضعف الخدمات الصحية في المدينة.
وكانت نقطة القوة بالنسبة لمدينة الدار البيضاء هي معيار القوة الاقتصادية، فحسب المؤسسة الأمريكية تعتبر مدينة الدار البيضاء أقوى المدن الإفريقية على الصعيد الاقتصادي.
ووصفت نفس الهيئة احتلال الدار البيضاء لهذا المركز بالمفاجأة "لأن عدد الشركات المتعددة الجنسية التي افتتحت فروعا لها في المدينة المغربية أصبح يفوق ما تتوفر عليه مدينة جوهانسبرغ من مكاتب شركات دولية"، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تنجح الدار البيضاء في التفوق على العاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا والتي كانت دائما توصف بالقطب الاقتصادي الأكبر في القارة السمراء.
ويمكن تفسير ارتفاع عدد الشركات متعددة الجنسية التي أصبحت تفتتح مكاتب لها في المغرب، بالدور الذي يقوم به المركز المالي بالدار البيضاء كازا فاينس سيتي والذي يتوفر على حي مالي دولي، شجع حوالي 100 شركة أجنبية على افتتاح مكاتب لها في المغرب.
أما المعيار الرابع والمتعلق بالمجتمع والتطور الديمغرافي، فمازال هو الآخر يعتبر من نقاط ضعف مدينة الدار البيضاء، ما جعل المؤسسة الأمريكية تمنحها تنقيطا ضعيفا، مبررة الأمر بضعف توزيع الثروات بين الطبقات الاجتماعية في المدينة، واتساع الهوة بين أغنياء المدينة وفقرائها.
0 comments :
إرسال تعليق