الامارات والمغرب... نموذج يحتذى.. بقلم // سالم الكتبي - الرباط بريس الامارات والمغرب... نموذج يحتذى.. بقلم // سالم الكتبي - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الأربعاء، 18 مارس 2015

    الامارات والمغرب... نموذج يحتذى.. بقلم // سالم الكتبي

     
     
     
     
     
     
     
    لاشك أن الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى المملكة المغربية الشقيقة تعد تتويجا لمسيرة تاريخية ممتدة في العلاقات بين البلدين الشقيقين؛ حيث يدرك مراقبو الشأن الاقليمي خصوصية العلاقات الثنائية التي تربط بين القيادتين والشعبين في دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة، وهذه الخصوصية تضفي على العلاقات بين البلدين قدرا كبيرا من التمايز والاستثنائية عند مقارنتها بأطر العلاقات الثنائية المماثلة التي تربط بين مختلف الدول، كما تجعل منها نموذج يحتذى في العلاقات بين الدول الشقيقة والصديقة.
    وتؤكد الشواهد أن الزيارات المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين الشقيقين على مدار العام وطيلة السنوات الفائتة عمق هذه العلاقات منذ اوضع ركائزها وأسسها المتينة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والعاهل المغربي الراحل الملك الجسن الثاني طيب الله ثراه، وسار على هذا الدرب وقام بتقوية دعائم هذه العلاقات وترسيخ أسسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة.
    وتمتلك العلاقات بين دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المغربية الشقيقة سجلا تاريخيا طويلا يزخر بملفات الشراكة الاستراتيجية على المستويات كافة، السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والانسانية، ويشهد على ذلك اتفاقات التعاون الثنائي التي وقعها خلال الزيارة الأخيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومنها افتتاح مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمدينة الدار البيضاء ومصنع افريقيا للاسمدة ومعمل تحلية مياه البحر بالجرف الاصفر باقليم الجديدة، وهي في مجملها شواهد تؤكد أن العلاقات بين القيادتين والشعبين تمتلك أبعاد متعددة وتستهدف مصالح الشعوب وتلبي طموحاتها التنموية والمعيشية.
    ورغم ماتتسم به العلاقات العربية ـ العربية بشكل عام في مساراتها التاريخية المعاصرة من تقلبات وتموجات بين مد وجزر وشد وجذب، فإن الأسس المتينة للعلاقات الاماراتية ـ المغربية تجعلها منيعة ضد هذه التقلبات وتحصنها في مواجهة التغيرات الفجائية والاضطرابات السياسية التي تموجه منطقتنا العربية بين حين وآخر. ولعل أحدث الشواهد الاحصائية على ما أقول أن حجم التبادل التجاري في تزايد مستمر والاستثمارات الاماراتية في المملكة المغربية الشقيقة وصلت إلى نحو 3ر1 مليار دولار في عام 2013، في حين تتنامى الشراكة في مجالات الاتصالات بين شركتي "اتصالات الامارات" واتصالات المغرب، والدور المهم لشركة طاقة أبوظبي في بناء محطات انتاج جديدة للطاقة الكهربائية، في ما أصبحت الامارات عام 2014 أول مستثمر في بورصة الدار البيضاء بنحو 55 مليار درهم مغربي، كما أسهمت الامارات بنحو 25ر1 مليار دولار في المنحة الخليجية البالغة خمسة مليارات دولار لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة المغربية الشقيقة، فضلا عن سلسلة طويلة من المساهمات التي تضطلع بها المؤسسات الاقتصادية والتنموية الاماراتية في دعم اقتصاد المملكة المغربية الشقيقة.
    والأمر لا يقتصر على أطر العلاقات السياسية والاقتصادية كما ذكرت آنفا بل يمتد ليشمل البعد الانساني الذي يظهر بوضوح في علاقات الشعبين والدولتين، حيث تقوم المؤسسات الاماراتية بدور حيوي في دعم خطط وبرامج الطب والصحة والعلاج للاشقاء في المملكة المغربية، ويحتل هذا الملف جزءا حيويا من اهتمام دولة الامارات العربية المتحدة المكثف بتقديم الدعم الانساني للشعوب الشقيقة والصديقة في مختلف ارجاء العالم من دون تفرقة بين جنس أو لون او عرق، وباعتبار ذلك ترجمة لفلسفة تنطلق من البعد الانساني العميق في السياسة الخارجية الاماراتية.
    وبجانب ماسبق كله، فإن التنسيق والتشاور الاماراتي ـ المغربي يكتسب أهمية نوعية في الظروف الاستثنائية الراهنة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، حيث يلحظ الجميع تزايد خطر التنظيمات الارهابية والفكر المتشدد وتحول العديد من الدول العربية إلى منزلق الفوضى بما يهدد بتفشي هذه الظاهرة البشعة وانتقالها إلى دول ومناطق أخرى من العالم العربي.
    وإذا كانت وجهات النظر الاماراتية ـ المغربية تتطابق حيال مختلف القضايا الاقليمية والدولية، وقد اتضح ذلك من خلال تصريحات ومواقف البلدين على مدى الأشهر والسنوات الماضية، فإن هذ لا يغني بطبيعة الحال عن ضرورة استمرار التشاور والحوار والتنسيق من أجل بلورة رؤى واستراتيجيات التعامل مع مختلف مصادر الخطر والتهديدات الاستراتيجية التي تؤرق مضاجع الشعوب العربية والاسلامية وتهدد بنشر الفوضى اقليميا ودوليا.
    الامارات والمغربي بنظري ـ كمراقب ـ هي نموذج استثنائي يحتذى في العلاقات بين الدول الشقيقة، وأروع مافي هذا النموذج أن نتائجه تصب في سلة دعم مصالح الشعبين واستقرار البلدين، كما تصب كذلك في خانة دعم أمن واستقرار بقية البلاد والشعوب العربية الشقيقة.
     
     
     
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى