بدأت موجة من التشكك تسود أوساط الفرنسيين إزاء الإستثمارات القطرية على أرض الدولة الفرنسية ، في ضوء
اعتبارات متعددة، أهمها تزايد المؤشرات على تمويل قطر لحركات إرهابية تتخذ من الدوحة و أقطار غربية منطلقا لخططها، الهادفة إلى تنفيذ أعمال إجرامية، خاصة في بعض الدول العربية، و منها تونس ومصر وليبيا و سوريا، أي ما يمكن أن نطلق عليه "رباعي الربيع العربي" غير المأسوف عليه .
و تخشى الأوساط المذكورة أن تسهم عائدات تلك الإستثمارات في توفير الدعم المالي لتلك الحركات، خاصة و أن العمليات التجارية القطرية في فرنسا تمددت بشكل أفقي و عمودي، لتشمل قطاعات حيوية ورياضية واسعة النطاق، و بلغ حجمها في صيف السنة المنصرمة، أزيد من 16 مليار دولار، من ضمن استثمارات بلغت قيمتها 65 مليار دولار، طبقا لما أورده تقرير اقتصادي في الدوحة، بشأن التدفقات و الإستثمارات في كل من بريطانيا و فرنسا و ألمانيا.
ومما يضاعف من التخوفات الفرنسية إزاء خلفيات "الإستيطان" الإقتصادي فوق التراب الفرنسي ، القرار البريطاني الأخير بإجراء مراجعة شاملة لطبيعة تواجد تيار الإخوان المسلمين بالمملكة المتحدة ، في ضوء تزايد حجم الوافدين على بريطانيا من جماعة الإخوان المصرية و أنصارهم واحتمالات تحول لندن إلى هيئة أركان إرهابية، بديلة عن الدوحة، التي أصبحت تشير إليها أصابع الإتهام العربية والغربية ،بإيواء أوكار الإجرام و التطرف ، مما دفع الأمير الجديد الشيخ تميم للبحث في جولته العربية الحالية عن مخرج لهاته التركة الإخوانية الثقيلة.
و كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمر بتحقيق عاجل في نشاطات الإخوان المسلمين في بريطانيا، على خلفية المخاوف من قيام جماعة الإخوان بـ”أنشطة متطرفة” داخل بريطانيا.
و بالعودة إلى التخوفات الفرنسية، فقد سبق للرئيس فرانسوا هولاند أن ألح على المسؤولين القطريين في شهر يونيو من الصيف الماضي، في أن تخضع استثماراتهم في فرنسا لشروط وقواعد محددة من الواجب عليهم احترامها . و على الرغم أنه تحدث في إشارته تلك إلى ضرورة إعطاء الأولوية لقطاعي الصناعة والخدمات، إلا أن المراقبين السياسيين رأوا في الشروط التي تقدم بها هولاند تحذيرا مبطنا إلى سلطات الدوحة من تحويل وجهة الإستثمارات إلى غير الجهة المعلنة ، وتخصيصها لدعم التيارات الإسلامية في العالم العربي ، خاصة و أن توقيت زيارة هولاند كان يصادف تغلغلا قويا للدعم القطري إلى التيارات الإسلامية في كل من تونس ومصر،في سبيل إحكام قبضة النهضة والإخوان .
المصدر: http://bouzemlaneinfo.blogspot.com/2014/04/blog-post_6.html#ixzz2yiaLMi3r
0 comments :
إرسال تعليق