قائمة الإرهاب الإماراتية - الرباط بريس قائمة الإرهاب الإماراتية - الرباط بريس

ادسنس

  • آخر الأخبار

    الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

    قائمة الإرهاب الإماراتية




    صدرت في الآونة الأخيرة قائمة إماراتية تتضمن تصنيفا للمنظمات الارهابية، ونالت قدرا كبيرا من الاهتمام الاقليمي والدولي، وأيضا قوبلت بكثير من النقاشات من جانب المتخصصين والمراقبين والمهتمين بالشأن السياسي.
    هذه القائمة هي بالاساس انعكاس لشفافية دولة الامارات العربية المتحدة في ممارساتها على الصعيد القانوني والتشريعي، فهناك مواقف اماراتية واضحة على المستوى السياسي والدبلوماسي يوازيها مواقف وأسس عمل شفافة على المستوى القانوني والتشريعي.
    هذه القائمة هي بالاساس وجهة نظر الامارات في ما يدور حولنا على الصعيد الأمني والسياسي، بل هي بالاساس أحد تجليات ممارسة الدولة لسيادتها على أراضيها وحماية مصالح شعبها والدفاع عن مصالحها وصون هذه المصالح، وهي أيضا سلوك ايجابي واضح يسمى الأمور بمسياتها ولا يبطن عكس مايظهر ولا يناور في ملف لا ينبغي معه سوى الحزم والوضوح والصرامة كونه يتعلق بمصائر شعوب ودول.
    لاشك أن مايدور في المنطقة العربية يستحق عملا وجهدا مكثفا على صعد شتى، فلا يكفي أن تتم مكافحة الارهاب على المستوى العسكري والأمني، بل ينبغي أيضا أن تكثف الجهود على المستويات الفكرية والدينية والتعليمية والتشريعية والقانونية، وذلك ضمن منظومة خططية استراتيجية واعية ومدركة لعواقب التهاون حين تكون الاستجابة واجبة، ولعواقب التراخي حين تكون الصرامة هي البديل الوحيد.
    هذه القائمة هي بطبيعة الحال تعبر عن وعي المؤسسات والأجهزة الاماراتية ويقظتها وإدراكها لكل مايدور حولها، ولذا فقد جاءت شاملة لكل مصادر الخطر المحتمل، ولم تترك مساحات للتأويل، وربما كان هذا هو أحد أسباب الانتقادات التي وجهتها بعض وسائل الاعلام ذات الصلات والولاءات ومصادر التمويل المعروفة إلى السلطات الاماراتية على خلفية هذه القائمة.
    من يدرك واقع المنطقة العربية ومايدور فيها على الصعد السياسية والأمنية يؤمن تماما بأن دولة الامارات العربية المتحدة تتحرك بوعي استراتيجي شديد في الملفات الشائكة، فليس من سمات الدبلوماسية الاماراتية ولم يعرف عنها أبدا الاندفاع أو التسرع والتهور، بل اتسمت دوما وعلى مدار تاريخها بالتروي والحكمة والهدوء، ومن هنا فقد جاء تحركها بشأن تصنيف المنظمات الارهابية انعكاس لهذا الوعي وليس ادل على ذلك من أن هذه القائمة قد صدرت مؤخرا ولم تصدر منذ فترة، ما يعني انها خضت لدراسات دقيقة ومعايير محددة ومدروسة وانها جاءت تتويجا لمنظومة تشريعية تستكمل جوانب أخرى في هذا المجال منها قانون مكافحة الارهاب وغير ذلك من إجراءات تصب في مجملها حماية الامن الوطني الاماراتي وتدافع عن مصالح الشعب الاماراتي وتتصون أمنه واستقراره في ظل هذا المناخ الاقليمي المضطرب.
    عندما تسعى دولة الامارات العربية المتحدة إلى تحقيق طموحاتها التنموية وتمضي على درب الصعود والتنافسية العالمية، فهي تستضيف العديد من الفعاليات والمؤتمرات وتتحول إلى خلية نحل دؤوبة لا تكل ولا تمل من العمل والانتاج، وفي مثل هذه البيئة الاقليمية المضطربة يصبح المضي على هذا الدرب رهان صعب واستحقاق محفوف بالمخاطر مالم يتم تحصين الأمن الوطني الاماراتي، داخليا وخارجيا، وحمايته عبر سياج قوي من الاجراءات والتشريعات والقوانين والخطط، ومن هنا يمكن فهم وتحليل خطوات دولة الامارات العربية المتحدة التي يعتبرها بعض المغرضين استهدافا لجماعات وتنظيمات معينة، بينما هو في واقع الأمر ليس سوى إجراء سيادي يستهدف حماية الامن الوطني وينطلق من خبرات الماضي القريب مع عناصر هذه الجماعات التي لا تضمر للوطن وابنائه وقيادته سوى عظيم الشرور.
    تجارب الماضي القريب والبعيد تعكس دائما رشادة القرار الاماراتي، فقبيل الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، سعت قيادة دولة الامارات العربية المتحدة وعلى رأسها المغفور به بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه انقاذ الشعب العراقي من ويلات حرب مدمرة، عبر مبادرة لم يستوعب العرب مغزاها ومراميها الاستراتيجية سوى بعد فوات الآوان، وعندما وقفت منذ بداية عام 2011 في مواجهة الفوضى السائدة في العديد من الدول العربية لم يدرك الكثيرون أيضا انها هدفها ضمان مصالح الشعوب، ثم ثبت بعد ذلك صحة وجهة نظرها وصواب رؤاها.
    قائمة الارهاب التي أصدرها مجلس الوزراء في دولة الامارات العربية المتحدة هي تحرك استراتيجي في الاتجاه الصحيح ومواجهة صائبة راشدة لخطر يتوحش ويتوغل ناخرا في الجسد العربي والاسلامي، وستمضي الامارات على درب الحق ولن يفت في عضدها المتراخون والمتهاونون، فالأمر لم يعد يقبل سوى حزم الشجعان.

    بقلم سالم الكتبي
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments :

    إرسال تعليق

    إلى الأعلى